مجتمع

“با العياشي ” كبير المخبرين بالجديدة “ورقي ” يقاوم فورة العالم الأزرق

عبد الله غيتومي

مثلما نسمع عن كبير المفاوضين مثلا فإن “با العياشي ” يظل كبير المخبرين بدكالة ،رجل دخل طابور قسم الشؤون العامة بعمالة الجديدة منذ سنة 1980 كمتعاون مع العمالة قبل أن يشفع له اجتهاده اليومي ودقة المعلومات التي يوصلها ، أن يدمج في سلك الشيوخ القرويين ، سيما أنه راكم تجربة طويلة مع رؤساء تعاقبوا على قسم الشؤون العامة للعمالة منذ بن إدريس وأحمد فرماس وحسن النفخاوي والمصطفى حراش إلى جمال الرواني ، فخلال 37 سنة بالتمام والكمال كان “با العياشي ” متفانيا في إحصاء أنفاس المعارضين للنظام ولاسيما بالدرجة الأولى “مناضلو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ” يترصد حركاتهم بمقرهم النشيط يومذاك بشارع الزرقطوني ، كما أنه أول من تطأ رجله الأسواق الأسبوعية ، حيث دأب على تحرير نشرة يومية عن عدد المتسوقين وأثمنة المواد الاستهلاكية وحركة المنتخبين ورجال السلطة وغيرهم .


الرجل لم يكن يترك كبيرة ولاصغيرة إلا وأخبر بها مسؤولوه ، فهو أول من كان يتلقف صباحا الجرائد الوطنية عند بائعها بالقرب من باطا سابقا ، وتصفحها قبل أن ترمق عيناه خبرا يقلق راحة السلطات فيهرول مسرعا نحو العمالة للتبليغ به ، وكان الرجل مداوما على شرب قهوة الصباح بمقهى الملكي الذي أنشط مكان تلتقي فيه أحزاب سياسية من كل حدب وصوب .


أذكر ذات مرة أنه في سنة 1
990 كتبت مقالا بجريدة الميثاق الوطني تحت عنوان “ذبابة تسي /تسي بالجديدة ” يعرض لواقع الحشرات والقوارض التي فرخها مشروع ضاية القلعة ، ولأن الخبر كانت له تداعيات خطيرة على السياحة بالمغرب ، لما نشرته وكالة فرانس بريس على نطاق واسع ، ساعتها تحركت وزارة الداخلية لتكذيب الخبر ، فوجدت “با العياشي ” في قلب ضاية القلعة يلتقط عينة من الذباب ويضعها في قنينة صغيرة أحكم إغلاقها بلصاق “السكوتش” وحملها مسرعا إلى أحمد فرماس رئيس قسم الشؤون الداخلية ، دون أن يدرك با العياشي أن لسعة من ذبابة تسي تسي كانت كافية لتدخله نوما دائما ينتهي بوفاته ، فهكذا إذن خدام الدولة .


“با العياشي ” الذي يبلغ من العمر 75 سنة يواصل بنفس حماس الشباب عمله كشيخ قروي متفاني ، لكنه وهو “الورقي ” بطبعه ، يجد صعوبة كبيرة في زمن فورة الشبكة العنكبوتية التي توصل الأخبار بسرعة البرق ، ومع كل ذلك فهو يستمر في الكثير من الأحيان مصدرا موثوقا لنفي أو تأكيد أخبار تؤثت العالم الأزرق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي