بقلم : عائشة شاهدي
توالت الأيام وَحَسِبْتُها تُعَادِيكَ، كانت تطوي ذكراك غير خَجْلَى وترسم الابتسامة على وجه الذين يعرفونك وما كانوا مُفْتَقِدِيكَ وما كانوا مُفْتَكِرِيكَ.
لقد رحلت عنهم بعيدا بعيدا و ما رِحْلَتُكَ الآن كسابق الرحلات، فالرحلة هذه المرة طويلة، وجارتي تسألني أَيْنَ وِجْهَتُكِ و تلومني لأني افتكرتك و تطلب مني نَزْعَ الوِشَاحِ الأسود و تَسْرُدُ عَلَيَّ قصص الغائبين من قبلك عَلَّنِي لا أَبْكِيكَ و لكن جارتي لم تكن تعلم أني أَرَاكَ قُدْوَتِي في الإيمان و أراك سِرَاجًا وَضَّاءً لمن يمشي على خُطَاكَ.
تَمَهَّلِي يا جارتي ولا تُصْدِري حُكْمًا يَعْدِمُ مشاعري فلقد أحببناه في الله وما كان لك أَنْ تَلُومِينِي. أيها الغائب المُخَاطَب فَرَوْحُُ وَرَيْحَانُُ لك أيها الدُّرَّةُ في تاج الإيمان، أيها المغتَسِلُ بِعَبَقِ الجنة، أيها المُدَّثِرُ بثياب العرسان، أيها الموصوف بشهيد الوباء، يَا مَنْ صَعُبَ عليه الرجوع إلى عالمنا: أُدْعُ لنا إن أمكن ذلك فالله و ملائكته يُدَوِّنُونَ مناداتك.
أُدْعُ لنا فنحن مُثْقَلُونَ بِمَا يَسُوءُ وَصَلِّ من أجلنا حتى نَفِيءَ إليك وأعذرنا إن نحن نسيناك فالحياة تُلْهِينَا وَتُبْعِدُنَا عن الموتى ونقول ذلك قَدَرُهُ وذلك أجله وانتهى الأمر.
هي كلمة لا تُعَزِّينِي و ما يعزيني هو أنك جئت في السنين الأخيرة لتكتب اسمك بأحرف كبيرة في دنياك الصغيرة و ترحل سريعا سريعا.
