مجتمع

التلوث يهدد زراعة المحار في بحيرة الوليدية

الجديدة اكسبريس

دعا مشاركون خلال ندوة نظمت أمس الجمعة بالوليدية (إقليم سيدي بنور) إلى حماية بحيرة المنطقة من التلوث، التي تعتبر فيها زراعة المحار المصدر الرئيسي للثروة وشهرتها السياحية والغذائية.

واعتبر المشاركون ،و غالبيتهم من المختصين والفاعلين جمعويين خلال هذه الندوة، التي تنظم في إطار فعاليات مهرجان (محار الوليدية) في نسخته السادسة حول موضوع حالة البحيرة ومستقبل زراعة المحار في المنطقة، أن بحيرة هذا المنتجع الجميل على شاطئ البحر “مكان يحتمل أن يكون مهددا بالتلوث الكيميائي والميكروبيولوجي”.

وأشاروا إلى مجموعة من التهديدات المحتملة، خاصة منها التجمعات السكنية قريبة من البحيرة ، حيث تسرب مياه المجاري، ورعي الحيوانات بجانب البحيرة، ناهيك عن الفوضى المسجلة خلال فترة الراحة البيولوجية.

ونتيجة لذلك، اعرب صاحب مزرعة لتربية المحار عن أسفه جراء فقدان المحار في المنطقة التي تقارب نسبته حاليا 80 في المائة، معتبرا ذلك “كارثة ذات عواقب لا يمكن تفسيرها تعرض غالبية المنتجين للإفلاس”.

وأضاف المشاركون أن هذه الندوة شكلت فرصة سانحة لتجديد الدعوة للسلطات المعنية من أجل الاستجابة للمطالب الجماعية الرامية لإنقاذ البحيرة ومحارها.

كما أثاروا مشاكل أخرى تتصل بزراعة المحار في الوليدية، التي يعود تاريخها إلى سنة 1950، مثل تحديث مشروع الدراجات التي تعمل بالطاقة الشمسية، وإنشاء ميناء في الوليدية.

وبدأت زراعة المحار بالمنطقة مع استيراد المحار من البرتغال سنة 1955 بفضل بيير بنسكلو. إذ تم تسويق الأحجام الصغيرة من المحار بعد 12 إلى 24 شهرا بعد زراعتها.

منذ ذلك الحين، تطورت المصايد في موقع شبه مغلق من الوليدية المطلة على المحيط، وحاليا يشرف المهنيون على ثمانية مزارع للمحار ومزرعة للرخويات نشطة بالبحيرة، حيث يصل إنتاج هذه المزارع البحرية إلى 300 طن، في حين بلغ رقم المعاملات لحوالي 8 ملايين درهم.

بالنسبة للجانب التجاري للمحار، يبقى السوق الرئيسي متمركزا في مدينة الدار البيضاء الذي يستقطب 60 في المائة من الإنتاج. ،في حين يتم تسويق الباقي بالمؤسسات السياحية بمختلفة مناطق المملكة.

وتجرى غالبية المبيعات بشكل رئيسي خلال شهري دجنبر ويناير.

ويسعى مهرجان (محار الوليدية) الذي تنظمه الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية و الاجتماعية و الرياضية إلى غاية 19 غشت الجاري، التعريف بالمؤهلات السياحية والإيكولوجية والثقافية للمدينة، وخاصة في ما يتعلق بتربية الصدفيات وسبل تثمينها واستثمارها في المجال التنموي.

ويتضمن برنامج هذه الدورة سهرات فنية كبرى يشارك فيها ثلة من الفنانين المغاربة إلى جانب عدد من الوجوه الشابة الواعدة، وندوة حول موضوع “المحار بين الأهمية الإيكولوجية والاستثمار التنموي”.

كما سيعرف المهرجان أيضا تنظيم كرنفال بأهم شوارع المدينة مصحوبا بعروض فلكلورية لفرق محلية ووطنية تبرز غنى الموروث الثقافي المحلي والدفع به نحو العالمية، وموكب استعراضي لقوارب الترفيه المحلية بشاطئ الوليدية بهدف إبراز التراث البحري للمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي