تربويات

الكلية المتعددة التخصصات على صفيح ساخن و مطالب بتدخل عاجل للوزير محمد حصاد

الجديدة اكسبريس

في غمرة الإحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد و في تعارض صارخ للتوجيهات الملكية السامية في مختلف خطابات ذكرى تربع جلالة الملك محمد السادس على عرش اسلافه المنعمين، الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص و تحقيق العدالة الإجتماعية بين رعاياه المخلصين، خرجت الكلية المتعددة التخصصات بالجديدة عن المنطق و العقل لتسقط في المحضور و الحضيض المبين مع الإستثناء المتفرد ليس على صعيد جامعة شعيب دكالي أو الجامعات المغربية و إنما على الصعيد الدولي.

أخطاء جسيمة سببها الحقد الدفين و الحسابات الضيقة لجهات إدارية صرفة، فكانت ضمارا و خرابا أتت على الأخضر و اليابس، الكلية أضحت ملاذا لذوي القربى و النفوذ و أبناء علية القوم عوض أبناء عموم الشعب و ساكنة إقليمي الجديدة و سيدي بنور على وجه الخصوص، فأبوابها مفتوحة لمن يدفع أكثر فالوسطاء هم بعين المكان لا داعي للبحث بالمقاهي أو بعيدا.

مهزلة كبرى عاشتها الكلية يوم أمس الجمعة، نعم في عيد المؤمنين الذي يجب على الأستاذ أن يتورع إلى خالقه و أن يتقي الله في خطواته و هو الذي كاد أن يكون رسولا، لعظمة المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه، لكن الواقع أضحى مريرا و النفوس هي للشر و البغض سارت مسرعة، فكل الحسرة و الأسى على الأخلاق و القيم هي إن ذهبت، لا سيما مع من أئتمنوا على تربية النشئ من خلال التربية و التكوين.

فقد أعلنت بضلام الليل في محاولة لستر معالم جريمة مكتملة الأركان في حق شباب الوطن القوة الخلاقة و المبدعة، أعلنت الكلية عن لوائح المقبولين لاجتياز الامتحان الكتابي لولوج سلك الماستر فكانت هذه أبرز الخروقات و الأخطاء الجسيمة المرتكبة، أولها الاعتماد فقط على نظام التسجيل القبلي الغير الشفاف ليسهل عملية تزوير المعطيات دون التأكد من صحتها فبناءا عليها تم الفرز عكس ما اتخذته مجموعة من الجامعات المغربية من تدابير شفافة بلغت حد تقديم ملفات بشكل شخصي و فردي متضمن لوثائق مصادق على صحتها و النموذج جامعة ابن طفيل بالقنيطرة و جامعة المالك السعدي بتطوان، الشيء الذي سيضمن لأبناء المنطقة حظوظ أوفر لولوج المؤسسة الجامعية المحدثة اصلا لتلبية حاجيات نفوذها الترابي.

لكن الخطأ الجسيم لكلية المتعددة التخصصات بالجديدة هو مقصود لحاجة في نفس يعقوب قضاها قصد اللعب كيفما يشاؤون بالنتائج و ترضية الخواطر و لما لا الاغتناء بإقتناء سيارة لتقصير بعد الكلية عن المجال الحضري، فالقصة و على قول أحد الأساتذة الجامعيين الذي لم يشأ أن يكشف عن إسمه هو أن عميد الكلية لم يبقى على رحيله سوى بضعة أشهر فكانت هذه المجزرة مسك الختام، لا سيما أن الكلية ضلت بعيدة عن الأعين و المجهر منذ نشأتها و قصة رحيل الكاتبة العامة السابقة لا زال التاريخ لم يمحها.

وتجدر الإشارة إلى أن التسيير والتدبير بالكلية متعددة التخصصات بالجديدة عرف العديد من المشاكل، وأسال الكثير من المداد ، وأساء إلى سمعة الجامعة والجامعيين منذ انطلاقها سنة 2004. وقد سبق للأساتذة الباحثين، سواء من خلال العديد من المقالات الصحفية الورقية والالكترونية، الوطنية والمحلية، أو من خلال مجلس الجامعة أن نبهوا المسؤولين إلى ضرورة احترام القانون واعتماد الشفافية.

و عودة للتاريخ فسنة 2014 تم خرق مذكرة السيد وزير التعليم العالي بشأن ولوج مسالك الإجازة المهنية والماستر والماستر المتخصص والماستر في العلوم والتقنيات (مذكرة رقم 2/01226بتاريخ 08 شتنبر 2014)، والتي تذكر رؤساء الجامعات بوجوب اعتماد الاختبار الكتابي لولوج التكوينات المشار إليها أعلاه، وفق إجراءات محددة، حيث عمدت عمادة الكلية إلى انتقاء لائحة لكل مسلك إجازة مهنية، دون اعتماد الاختبار الكتابي ودون التقيد بالإجراءات المحددة في المذكرة السالفة الذكر، معتمدة مرة أخرى معايير غير واضحة، لتضرب بذلك عرض الحائط مبدأ تكافئ الفرص أمام الطلبة ولتفتح باب المحسوبية والزبونية.

رغم ذلك فقد حاولت الكلية أن تكثر من وضع مساحيق التجميل و إضفاء أن كل شيء بخير و الشاهد على أن دار لقمان هي على حالها، فسعت إدارة الكلية لتنظيم حفل التخرج هذه السنة فكان باهتا و ضعيفا، حيث غاب جل الأساتذة الجامعيين و غاب أي ممثل عن رئاسة الجامعة أو ضيف مرموق عوض إعادة لنفس المسرحية مع الاعتماد على الدقة المراكشية ليتحول من حفل للتخرج إلى حفل زفاف أو طهارة باللغة العامية.

إن مطلب تدخل الوزارة الوصية في شخص الوزير محمد حصاد الذي سبق أن ألغى كافة مباريات التعيين في المناصب العليا، لملزم بالتدخل العاجل و الفوري لوضع حد لمهزلة الكلية المتعددة التخصصات بالجديدة التي تعرف في نفس الوقت توقف أشغال بناء المدرج و الأقسام الدراسية بقيمة تناهز مليار و مئتي و خمسين مليون سنتيم، ناهيك عن صفقات أخرى و خروقات للظوابط البيداغوجية و القانون التنظيمي للتعليم العالي 00.01 سنفرد لها مقالات منفصلة لتكشف الحقائق و الدسائس الماكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي