المرصد المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم- فرع برشيد- ينظم ندوة تحسيسية في موضوع ” المؤسسة التربوية ودورها في ترسيخ القيم لدى المتعلم”

نور الدين الخديري

في إطار افتتاح أنشطته الثقافية،نظم المرصد المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم فرع مدينة برشيد،ندوة تحسيسية وطنية في موضوع”المؤسسة التربوية ودورها في ترسيخ القيم لدى المتعلم”وذلك يوم السبت الماضي 12 يناير 2019 ابتداء من الساعة الرابعة مساء بمقر دار الشباب جمال الدين خليفة ببرشيد.

سير هذه الندوة الدكتور نور الدين الخديري رئيس المرصد،الذي شدد في كلمته الاستهلالية على ضرورة إيلاء المؤسسة التربوية الأهمية التي تستحقها وجعلها قادرة على تفعيل نظام القيم في المنظومة التربوية من خلال التوجيهات التربوية الرسمية،وكذا من خلال الممارسة الفعلية في المدرسة حتى يتكامل البعد التنظيري مع الممارسة داخل مؤسساتنا التعليمية.

وبعد الافتتاح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم للتلميذة مريم بوسادي،انطلقت أشغال الندوة بمشاركة ثلة من الباحثين والمتخصصين في الشأن التربوي استهلت بمداخلة الدكتور محمد رشيد كديرة باحث في اللغة العربية ،الذي تحدت بدقة وتفصيل عن انعكاسات العولمة على منظومة القيم في العصر الراهن والتحول الجذري الذي آل اليه المجتمع بسبب هذا الغزو. ذلك أن بعض مظاهر الحياة الاجتماعية أضحت تصور لنا كيف يعادي الفرد المجتمع ويتمرد عليه من خلال سلوكيات العنف والتسيب والتطرف بأشكاله المختلفة وهذا دليل على فشل منظومتنا التعليمية،كما تناولت مداخلة الدكتور الحبيب استاتي زين الدين المتخصص في القانون العام بالكلية متعددة التخصصات بالعرائش مفهوم القيم لغة واصطلاحا،مؤكدا على ضرورة التمييز بين نظام ومنظومة القيم،مردفا قوله”الى ان ثمة تراتبية أو سلما للقيم يحكمه نظام مرجعي”،كما وقف الباحث على التحول الذي عرفه المجتمع المغربي/العربي في ظل السياقات الدولية،حيث انعكس ذلك على مستوى التماسك الاجتماعي للفرد.مبرزا تلك العلاقة التي تحكم القيم بين ماهو سلوكي وماهو سياسي،ومن ثم اقترح ضرورة تكوين الفاعلين التربويين بالأساس لترسيخ وتمرير القيم الإيجابية لدى المتعلم،في حين ذهبت الدكتورة مريم كربيطة الكاتبة العامة للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فرع برشيد في مداخلتها إلى إعادة طرح السؤال الإشكالي|:من المسؤول عن تفشي الظواهر المشينة في المجتمع؟وبالتالي فهي تسائل المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية يعهد لها التنشئة الاجتماعية السليمة للأفراد وبالتالي ترسيخ القيم الإيجابية لديهم وجعلهم أفرادا صالحين وقادرين على الاندماج في المجتمع والإسهام في تطوره.
فضلا عن هذه المداخلات،أعطت الندوة الفرصة للصوت التلاميذي من خلال كلمة التلميذة هجر حمدان التي قدمت وجهة نظرها بطريقة متميزة ورائعة ، كشفت من خلالها عن بعض مظاهر وتجليات القيم بأشكالها سواء داخل اسوار المدرسة أو خارجها.

وتجدر الإشارة أن الندوة تخللتها فقرات فنية وإبداعية من خلال عرض سكيتش تربوي للفنان الكوميدي”خالد زايد”وكذا مشاركة فرقة عيساوة برئاسة سعيد بوكطاية.هذا وتميز هذا اللقاء التربوي بحضور الإعلامية الواعدة خولة ازنيزيني التي أضفت على الندوة لمسة تنشيطية خاصة.