اخبار محلية

بالصور.. مجهولون ينبشون قبر ولي صالح بحثا عن الكنوز بالجديدة والساكنة تكتشف في الصباح أن قبر الولي سيدي عبد الكامل “لي داوي على العين” غير موجود بتاتاً

أسامة طبيقي- الجديدة اكسبريس

“لو أنصتنا للمغاربة فلربما اعتقدنا أن المغرب مستودع عجائبي للكنوز” هذا ما قاله بول باسكون السوسيولوجي المعروف باهتماماته وأبحاثه حول السوسيولوجيا القروية بالمغرب. حيث أقدم مجهولون صباح اليوم الأحد 13 أكتوبر الجاري على نبش قبر الولي الصالح “سيدي عبد الكامل” الكائن بدوار العوامرة قرب شاطئ مريزيقة بجماعة أولاد عيسى بإقليم الجديدة، حيث تم اقتلاعه والعبث بمحتويات الضريح.

وحسب مصادر محلية ل”الجديدة اكسبريس”، فإن المجهولين أقدموا على مداهمة ضريح الولي الصالح “سيدي عبد الكامل” و قاموا بتكسير القبر وحفره بواسطة فأس من أجل البحث عن الكنوز، تاركين وراءهم ركاما من الأتربة والأحجار. واستنادا لنفس المصدر، قام الجناة بنزع “التابوت” حيث تفاجأ مواطنون صباح اليوم عند ولوجهم لقبر الوالي أنه كان مجرد علامة لكنز دفين ولا وجود لأي ولي صالح بالمكان.

الولي المفترض “سيدي عبد الكامل”، حسب مصادر محلية ل”الجديدة اكسبريس” كانت تلجأ له ساكنة الدوار لأخذ بركاته لشفاء من مرض قد يصيب العين، إذ لا تخلو قرية بإقليم الجديدة من ضريح ولي صالح يتبرك به أهلها ويشد له الرحال للتداوي وحل المشاكل النفسية والاجتماعية… لكل ضريح قصة، ولكل ضريح أيضا اختصاص، فمنها من هو مخصص لفك السحر، وآخر للزواج وعلاج العنوسة، والبعض للإنجاب… وقليل منها عام يحل جميع المشاكل.

زوار من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، أناس بسطاء ودكاترة ومثقفون.. نساء ورجال الكل سواسية في حضرة الضريح، حيث تتلاشى الفروقات الاجتماعية لتحل محلها سلطة سدنة الولي وخدامه الذين يرتبون طريقة الدخول على حضرة السيد، وقبل الدخول يطالبونك بإهدائه الشموع علها تنير دربك ويأمروك بطلب «التسليم» لقضاء حاجتك.. طقوس كثيرة ومتنوعة تختلف من ضريح لآخر، لكن كلها تجتمع في إهداء حيوان ما للضريح وذبحه وإسالة الدم على عتباته، من ديك له مواصفات خاصة، إلى شاة وخروف وانتهاء ببقرة.. ولكي تكتمل البركة لا بأس في التمسح بمرقد الضريح والتماس مدده وبركاته كي يشفع لك عند المولى عز وجل، رغم أن الله لم يضع بينه وبين السائل وسيط «وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب أجيب دَعوة الداع إذا دَعان فليستجيبوا لي وَليؤمنوا».. صدق الله العظيم.

أزمور بين بوشعيب «عطاي العزارى» وعائشة «واهبة الأزواج» مدينة أزمور التي لا تبعد عن مدينة الجديدة إلا ببضع كيلومترات، هذه المدينة الساحلية تضم ثلاثة من أشهر الأضرحة بالمغرب هي مولاي بوشعيب ولالة عيشة ولالة يطو، ولكل ولي قصة وكرامات، هذا الصباح بلغ إلى علم الساكنة أن المصالح الأمنية أوقفت ستة أشخاص وهم بصدد محاولة البحث عن كنز دفين داخل قبة بالمدينة العتيقة “القصبة”.

حيث انتقلت عناصر من الشرطة القضائية بأزمور إلى عين المكان وبالفعل فقد تم توقيف ستة أشخاص ينحدرون من مدن الصويرة والدار البيضاء وأزمور، حيث تم حجز الوسائل المستعملة في عمليات الحفر وبعض المواد التي قيل أنها من أجل إبعاد الجن الذي يحرس الكنز، الموقوفين الستة تم وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

هذه الظواهر كارثية بجميع المقاييس، يتواطأ عليها العديد من الأطراف بشكل أو بآخر، بالدعاية المجانية للأضرحة من طرف بعض الأشخاص الذين يستفيدون من عائداتها وإكراميات من بعض مدعي البركة والولاية، وللأسف صرنا نشاهد كثيرا من الناس يتورطون في السقوط في وحل الشركيات من خلال زياراتهم لبعض أضرحة أولياء المغرب الذين قضوا حياة الجهاد الأكبر بمجاهدة النفس وتحصيل العلم وتلقينه والذين هم براء مما يفعل بأضرحتهم من لجوء كثير من الناس إليها بغرض وتوجه الشفاء أو تحقيق بعض الأغراض والمتمنيات بانقياد تام أمام يسميه العامة من المغاربة «التسليم» أو «النية».

كما تعرف كثير من المزارات مجموعة من الطقوس الشركية تتجلى في ذبح الذبائح بطرق غير شرعية لغير الله تعالى لا وبل وإراقة الدماء على جدران القبور واستخدام بقايا الذبائح في أعمال سحر يستخدم فيها مردة الجان والشياطين، بالإضافة إلى التمسح بالضريح وتقبيله وحمل ترابه والتبرك به والسجود له أحيانا، واستلام أركانه والطواف حوله، والنذر لأهله وتعليق الآمال بهم، والتوسل إليهم بالله ليقضوا لسائليهم مع أن الميت قد أنقطع عمله، ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، فكيف لمن استغاث به أو سأله قضاء حاجته أو سأله فالميت أحوج إلى من يدعو له ويترحم عليه، ويستغفر له أن يشفع له إلى الله فيها، والله تعالى لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه.

وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم إذا زرنا قبور المسلمين أن نترحم عليهم ونسأل لهم العافية والمغفرة، على عكس المظاهر الشركية الوثنية، التي سلكت بنا درب الرجوع إلى شركيات أبي جهل وعبادة الأصنام البشرية, وعن تقديس والتحدث ببركات بعض الأشخاص فلقد اتفق الأئمة بقولهم: «لو رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشى على الماء، فلا تغتروا به، حتى تنظروا وقوفه عند الأمر والنهي»، فكم من شخص يدعي أنه ولي ما هو إلا كذاب ساحر استغل سذاجة البعض ببعض خرافاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي