اخبار محلية

الباعة المتجولون في سيدي بنور.. اهتمام حكومي ومشاكل متفاقمة

إن ما تشهده مدينة سيدي بنور من انتشار للباعة المتجولين من كل الأصناف وكل الفئات، من الأكل الى التجهيزات المنزلية مرورا بالملابس والهواتف والخضر والفواكه وغير ذلك ،ناهيك عن انتشارهم الجغرافي في جميع أحياء المدينة ، يفرض على السلطات المحلية المسؤولة وقفة تأمل ومحاولة فهم الاسباب الكامنة وراء انتشار الظاهرة ومن تم مقاربتها بشكل سليم لا يفاقم الوضع أكثر.

لقد بات جليا أن المقاربة الأمنية وحدها لم تعد مجدية ، لا بل قد تزيد الوضع احتقانا، لسبب بسيط هو أن الظاهرة في حد ذاتها مؤشر واضح على تفاقم الأزمة وعلى فشل المسؤولين على تدبير الشأن المحلي. لقد سبق وأعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية للحكومة من أجل تنظيم هذا القطاع الغير مهيكل عبر ابتكار مشاريع تنموية ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

و في هذا الإطار سبق لعامل صاحب الجلالة السابق أن قام بمبادرة في هذا الشأن حيث اقترح  مشروعا جديدا بخلق فضاءات مخصصة للباعة المتجولين  وتزويدهم بعربات نموذجية تراعي شروط النظافة والسلامة الصحية، وهي المبادرة التي توقفت لأسباب نجهلها.

إن تجاهل ما يعتمل بالشارع والاكتفاء بالمقاربة الأمنية لن يحل المشكلة ولن يحد منها في ظل غياب أية مشاريع تنموية تمتص البطالة وتمكن شريحة عريضة من المواطنين من إطعام أطفالهم ، شريحة ما فتئت تزداد يوما بعد يوم في ظل الأزمة الحالية،و إن التفكير في ايجاد أسواق نموذجية ليس بالأمر العسير على مدينة كسيدي بنور، والأكيد أيضا أن تكلفته لن تكون أكثر من تكلفة تجنيد السلطات المحلية لكل عدتها وعتادها من أجل محاربة الظاهرة بشكل مستمر دون جدوى مع ما يرافق ذلك من غضب شديد وضياع للأرزاق وزيادة في الاحتقان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي