اخبار محلية

أحضيوا ولادكم.. قنابل الماء القاطع ومفرقعات عاشوراء تغزو الأحياء الشعبية بالجديدة واللقاح عند أولياء الأمور

أسامة طبيقي – الجديدة اكسبريس

حلقات رواج غير عادية بمجموعة من الأسواق والأحياء الشعبية بمدينة الجديدة، جماعات من الشباب والكهول، وحتى الأطفال، قصدت المكان لاقتناء “العدة”، قنابل مختلفة الأنواع والأحجام، حركة انطلقت قبل أيام من حلول عاشوراء.

و لم تعد مناسبة عاشوراء في المغرب تقتصر على مظاهر الفرح والغناء التي ينخرط فيها الكبار والصغار، واقتناء الألعاب المأمونة للأطفال، والتفاف أفراد الأسر حول موائد متنوعة لتناول وجبات خاصة، وفواكه جافة تنشط تجارتها في هذه الاحتفالات. تبدلت الظروف فغدا الاحتفال بعاشوراء حدثا محفوفا بالمخاطر، ضحاياه أطفال قاصرين، ذكورا وإناثا، ومارة قادتهم الأقدار إلى مصادفة ألعاب خطيرة لعاشوراء غير مأمونة العواقب.

واللافت أن الأطفال أصبحوا من هواة صناعة قنابل قوامها تركيبة كيماوية، فبمحيط العديد من الأحياء بمدينة الجديدة، يقبل الشباب على ملء قنينات بلاستيكية بالماء القاطع، ويضعون بها أحجارا ل «الكربون»، ثم يعمدون إلى تحريكها بقوة، قبل ترك موادها تتفاعل محدثة انفجار قويا يسمع ذويه من مسافات بعيدة. وفي خلطات أخرى يمزح التلاميذ بين “الماء القاطع” وقطع الألومنيوم الصغيرة (قد يستبدل في حال غيابه بـ”كانيطة”)، لإعداد “قنبلة” يصم الآذان ذوي انفجارها، كما أن شظاياها تخلف إصابات لدى الضحايا الذين تصلهم، كما تخلف غازات قد يكون لها تأثيرا على مرضى الربو.

وفيما الأسلوب الحالي لا يحتاج نارا، فهو ينم عن ظهور ثقافة صنع المتفجرات والخوف يدب كلما حلت عاشوراء من طيش قد يجهز على بعض الصغار ولو بنيران صديقة، ناهيك عن خطورة “الشعالة” التي تصادف ليلة عاشوراء، حيث يتم خلالها إضرام النار في الإطارات المطاطية والأشواك، و غالباً ما يتم جر العجلات وسط الطريق وفوق “الزفت” الذي يصبح بعد إخماده عبارة عن حفر عميقة وبالتالي تأزم الوضع أكثر مما هو عليه.

ومتسببين كذلك في عناء إضافي لرجال الوقاية المدنية والأمن الوطني والسلطات المحلية ورجال النظافة. لماذا لا نفكر جميعا في مدى الدور الريادي الذي يقدمه هؤلاء، في زمن نحتاج فيه إلى خدماتهم الجليلة لقضاء مآرب العباد والبلاد؟ وخصوصاً ونحن في زمن كورونا، لماذا لا نوفر تلك المياه المتدفقة من صهاريج شركة النظافة وخراطيم شاحنات الوقاية المدينة لسقي المغروسات والشتائل بالحدائق والمنتزهات، بدل ضياعها على أعمال شغب بطعم الفرجة تفنَّنت في هندستها أيادي شبابية وأطفال مراهقين عاثوا في الشوارع والأزقة فسادا؟ هنا دور الآباء والأمهات في توجيه أبنائهم فالمستشفيات التي ستستقبلهم إن أصيبوا بحروق فهي منهكة بحالات كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي