اخبار محلية

المستشفى الإقليمي بالجديدة…مواعد الموت

عبدالله غيتومي

مرضى قلب ينتظرون دورهم منذ سنة ووزارة الصحة في قفص الاتهام

وصفت مصادر من داخل المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، المواعد الطبية التي تمنح لمرتفقين بقصد إجراء فحوصات خاصة في أمراض القلب والشرايين، بمواعد الموت على خلفية أن أغلبية المرضى لا يصل دورهم إلا بعد سنة، ما يعني أن أوضاعهم الصحية التي لا تتطلب التأجيل، تزداد تعقيدا وتفاقما وتعجل برحيل نسبة كبيرة منهم .

“الوضع خطير في العديد من التخصصات الأساسية، خاصة قسم أمراض القلب والشرايين الذي تمنح فيه مواعد تصل إلى سنة كاملة” يقول أحد العارفين بخبايا المستشفى، قبل أن يضيف “المستشفى يرمي بالمريض إلى أحضان موت محقق خاصة وأن أغلب المرضى من شرائح اجتماعية فقيرة، لا تمتلك قدرة الولوج إلى خدمات طبية بالقطاع الخاص”.

طبيبة واحدة

أضاف مصدر الجريدة أن مرد ذلك بالدرجة الأولى إلى أن المستشفى الذي كان يتوفر على خمسةأطباء القلب والشرايين قبل ثلاث سنوات، غادر منهم 4 بفعل التقاعد والاستقالة ولم تبق منهم إلا طبيبة واحدة مكلفة بفحص 1.4مليون نسمة من سكان إقليمي الجديدة وسيدي بنور .
ووصف متتبعون الحالة بقسم أمراض القلب والشرايين بالمستشفى سالف الذكر بالكارثة، وحملوا المسؤولية لوزير الصحة الذي لم يبادر منذ تعيينه على رأس الوزارة إلى تدعيم القسم بأطباء جدد لسد الخصاص، علما أن المرضى ينتظرون حلوله منذ أزيد من ثلاثة أشهر .

ويضطر مرضى لحمل أمراضهم في معاناة قاتلة، تزداد مع محدودية قدرتهم على الولوج إلى خدمات طبية بالقطاع الخاص ، وعاينت الجريدة عددا كبيرا منهم يفترشون الأرض في انتظار موعد لا تلوح بوادره في أفق قريب، وضمنهم طفلة معاقة عمرها خمس سنوات ، لم تتوصل إلى موعد لفحص مرض بالقلب ألم بها ولا يقبل الانتظار، طرق أهل الطفلة باب مدير المستشفى دون جدوى والذي لم ينف أن مصلحة أمراض القلب تعاني خصاصا مهولا، وأن إدارته راسلت مرارا وزير الصحة في شأن تدعيم عدة أقسام بهذه المؤسسة الاستشفائية ، دون أن تتلقى ردا إيجابيا، بل أكثر من ذلك أكد مدير مستشفى محمد الخامس أن طبيبة واحدة للقلب، جعلت الإدارة توقف عملية منح مواعد جديدة، في انتظار فحص من حالفهم الحظ في الحصول على مواعد في وقت سابق .

وصلة بالموضوع ذاته كشفت مصادر أن مداومة القلب والشرايين، غير معمول بها بمستشفى الجديدة لوجود طبيبة واحدة، وهو ما يعرض حياة مرتفقين لمزيد من المخاطر خاصة أثناء الليل، إذ لا تتوفر الجديدة على مصحات متخصصة في القلب والشرايين، وهو أمر يفرض بالضرورة نقل المرضى 100 كيلومتر نحو البيضاء، مع ما يصاحب ذلك من مخاطر تهدد حياتهم .

وزارة الصحة مطالبة بالتحرك

وضع كهذا يسائل وزير الصحة بإلحاح شديد ، إذ لا يعقل أبدا أن الجديدة عاصمة أول منطقة صناعية ويتردد عليها مستثمرون من مختلف بقاع العالم ، لا تتوفر على مداومة في تخصصات تعد من الضروريات لصيانة حياة الناس.
وارتباطا بما سبق فإن عدم استجابة وزير الصحة لتدعيم المستشفى بموارد بشرية من أطباء وممرضين، تعويضا لأزيد من 20 طبيبا غادروا بفعل التقاعد والاستقالة في تخصصات متعددة سيما في الجراحة العامة وطب الأطفال والقلب، وتقاعد أزيد من 70 ممرضا وممرضة ، ساهم في لجوء الإدارة إلى جمع تخصصات مختلفة في جناح واحد مع ما قد يعرض مرضى إلى مخاطر نتيجة العدوى ، وأيضا إغلاق أجنحة عديدة بقوام 130 سريرا غير مستغلة إلى حد الآن لعدم وجود عناصر بشرية لتأطيرها.

40 مليارا

وضعية مثل هذه تثير يوميا احتجاجات صامتة على وضعية مؤسسة استشفائية، أنفقت عليها الدولة 40 مليار سنتيم، وهلل لها الوردي الوزير السابق، بأنها من جيل المستشفيات الجديدة التي تعد مفخرة للمشهد الطبي ببلادنا، في وقت يؤكد واقع الحال أن البناية التي فتحت أبوابها في وجه المرتفقين تتعرض اليوم إلى تخريب متواصل لدرجة تبدو وكأنها مشغلة منذ أزيد من عشر سنوات، إضافة إلى أعطاب عديدة لا تفارق أجهزة الراديو والكشف بالصدى وغيرها، ما يجعل المرضى وذويهم باستمرار عرضة للقطاع الخاص وفواتيره التي لا تطاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي