اخبار محلية

الحكم على قاتل فتاة بمنتجع سيدي بوزيد بالجديدة ب”10 سنوات” بعد سيناريو كاذب صنعه للإفلات من العدالة

أحمد سكاب

تابعته المحكمة بالإيذاء العمدي المؤدي إلى الوفاة وإهانة الضابطة القضائية

قضت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، أخيرا، بإدانة مرتكب جريمة قتل في حق لاعبة الكرة الطائرة بالجديدة، والحكم عليه  بعشر سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته من قبل قاضي التحقيق بجناية الإيذاء العمدي المؤدي إلى الوفاة والإخلال العلني بالحياء وإهانة الضابطة القضائية.

وتعود وقائع القضية إلى دجنبر الماضي عندما تقدم الجاني (أ.م) إلى مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد وتظهر عليه علامات التوتر والارتباك، إذ أفاد أنه أثناء وجوده رفقة صديقته الضحية (ل.س) بمنطقة صخرية محاذية بجانب شاطئ البحر بمركز سيدي بوزيد، تفاجأ بشاب في مقتبل العمر يشهر في وجهيهما سكينا كبيرة الحجم ومطالبا إياهما بتسليمه كل ما في حوزتهما من أغراض بعدما حاصرهما قرب حافة الجرف المطل على شاطئ البحر، كما أردف قائلا إنه بعد امتناعه رفقة صديقته عن الانصياع لطلبات الشخص المهاجم، تلقى الاثنان صفعات متوالية ووخزات متعددة بواسطة سكينه مهددا إياهما بالتصفية الجسدية، وأنهما واصلا الامتناع وعدم تمكينه من أغراضهما بما في ذلك الهواتف المحمولة. وأضاف الجاني أن محاولات استعطافه كانت دون جدوى، الشيء الذي أدى إلى تفاقم الوضع وتطوره حيث دخلا معه في ملاسنات تطورت إلى عراك بالأيدي، إذ لاذ الجاني بالفرار مطالبا صديقته بالهروب معه إلا أنها بقيت بمكانها خائفة فتركها وتوجه مباشرة إلى مركز الدرك.

وإثر تلقي هذه المعلومة توجهت عناصر الدرك برفقته نحو المكان المقصود وبدلالة منه تم الاهتداء إلى محيط النازلة والتوجه وسط الصخور الناتئة وسط حلكة الظلام، حيث فوجئت عناصر الدرك بالجاني يصيح بقوة مرددا اسم الضحية، وبعد استعمال المصابيح اليدوية تمت معاينة الضحية ممددة على ظهرها وسط بركة مائية ملطخة بالدماء، وبعد تفقدها تم التأكد أنها فارقت الحياة. وتعميقا للبحث استمع المحققون لأحد الشهود الذي كان موجودا بالمكان، أكد أنه أبصر عن بعد شابا وشابة في مقتبل العمر، يتبادلان القبل بشكل مستمر، حيث كان الظلام قد أوشك على إرخاء ستائره، قبل أن يعاينهما وهما يغادران المكان، مضيفا أنه بعد لحظات سمع  صرخة امرأة تلاها دوي ارتطام مع الماء، ولحلكة الظلام توجه إلى المكان المنبعثة منه صرخة الصوت النسائي فلم يعثر على شيء، قبل أن يعاين بعد ذلك الشاب يحمل بيده شيئا وهو يسير على رمال البحر بجانب الماء في اتجاه مكان انبعاث الصوت، قبل أن يتعرف عليه ويتوجه صوب بائع الحلزون الموجود على الكورنيش وأشعره بالأمر قبل أن يتفاجأ بحضور عناصر الدرك الملكي وأشعرهم بما عاين.

وتعميقا للبحث وللوصول للحقيقة ومواجهة الجاني بأقوال الشاهد، تم الاستماع إليه ثلاث مرات قبل أن ينهار ويعترف بالحقيقة بأنه حاول تضليل المحققين لإبعاد الشبهات عنه بخصوص مقتل خليلته.

وأكد الجاني أنه ليلة الواقعة ضرب موعدا مع الضحية قصد التوجه إلى سيدي بوزيد وقضاء وقت هناك والاستمتاع بجو البحر، حيث استقلا سيارة أجرة من الحجم الكبير من الجديدة وتوجها إلى الشاطئ وصولا إلى الكورنيش، وقضيا زهاء ساعة تقريبا وأخذا بعض الصور الفوتوغرافية التي توثق للحظة بواسطة هاتف الهالكة، وبعد توجههما صوب المنطقة الصخرية تقدمت الهالكة بمسافة قليلة حيث كانا يسيران بحافة الجرف وهوت رجلها اليسرى بعدما انزلقت من أعلى إحدى الصخور لأنها كانت ترتدي حذاء رياضيا أملس، ما أدى إلى سقوطها إلى أسفل الجرف الذي يبلغ من العلو قرابة سبعة أمتار وسط بركة مائية، وأمام هول الصدمة والهلع الذي أصابه انطلق مسرعا في اتجاه الشارع عبر الصخور بعدما التحق بها ووجدها ممددة على بطنها حيث قام بإخراجها من وسط البركة المائية بعدما عاين عليها آثار جرح على مستوى جبينها ويعلو شفتيها، وقام بالمناداة عليها لكن دون جواب، حيث قام بالضغط  على صدرها من أجل إفراغ رئتيها من الماء إلا أن الهالكة لم تستجب لذلك وأدرك حينها أنها فارقت الحياة، الأمر الذي دفعه تحت تأثير الصدمة إلى مغادرة المكان في اتجاه مركز الدرك الملكي، إذ قام بإشعار عناصر الدرك بأحداث مخالفة للواقع ومنافية له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي