تفاصيل سقوط “هاكرز” طالب بكلية العلوم بالجديدة قام بـ 1879 هجمة على مواقع وصفحات إلكترونية دولية ووطنية
أحمد سكاب
أحالت فرقة محاربة الجريمة المعلوماتية بالشرطة القضائية بالجديدة على وكيل الملك السبت الماضي، طالبا بكلية العلوم يبلغ من العمر 20 سنة يشتبه تورطه في قضية تتعلق بالمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات وإعداد برامج معلوماتية وإحداث اضطراب في سيرها.
وأوقف الطالب بعد توصل مصلحة الشرطة القضائية بالجديدة، بمذكرة من مصلحة مكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة التابعة لمديرية الشرطة القضائية بالرباط، وأكدت أنه في إطار الأبحاث والتحريات التقنية التي تجريها المصالح المركزية، تم الاهتداء إلى أن (أ.ف) يشن هجمات إلكترونية من نوع “DEFAÇAGE” على مجموعة من المواقع الإلكترونية، إذ تم رصد ما مجموعه 1879 هجمة إلكترونية شنها المعني بالأمر بين الفترة الممتدة من مارس 2014 إلى غاية 25 من أبريل الماضي، على مواقع إلكترونية أجنبية، بالإضافة إلى هجمة واحدة نفذها المعني خلال أبريل ضد موقع مغربي يخص الهيأة الوطنية للهندسة المعمارية.
وأضافت المصادر ذاتها أن الأبحاث والتحريات التي تمت مباشرتها على الصعيد المركزي مكنت من تشخيص هوية منفذ الهجمات الإلكترونية، وخلال الاطلاع على حساب المعني على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تبين أن مجموع الإشعارات التي تم التوصل بها أحد المواقع المتخصصة في أرشفة المواقع المشوهة، بلغت 1883 موقعا.
وبعد تنقيط المعني بالأمر تبين أنه يقيم بالجديدة، ليتم إشعار النيابة العامة، التي أمرت بالقيام بكل ما يلزم في إطار القانون.
ومتابعة للبحث وبعد عملية مراقبة وترقب بمحيط منزل عائلته تمكنت العناصر الأمنية من إيقافه، وبعد مواجهته بالمنسوب إليه لم يجد بدا من الاعتراف باقترافه لفعل جرمي في حق صفحات المواقع الإلكترونية الأجنبية، مستعملا في ذلك حاسوبه من النوع الثابت، إذ تم إجراء تفتيش بمنزل عائلته مكن من حجز وحدة مركزية، وحاسوب محمول، و13 قرصا مدمجا، ولوحة رقمية، وهاتفا محمولا ذكيا.
وخلال البحث الأولي مع المعني اعترف بتعاطيه قرصنة صفحات المواقع الإلكترونية الأجنبية منذ 2012، مضيفا أنه قام بإعداد برنامج معلوماتي بلغة “PERL ” يمكنه من رصد المواقع المصابة بالثغرات الأمنية بشكل أوتوماتيكي وتعييب واجهاتها وذلك برفع صفحة قام بإنشائها هي الأخرى.
وأضاف الطالب أنه كان يستعين أيضا ببرنامج تحصل عليه من قبل تونسي، والذي تعرف عليه عن طريق موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وبعد إشعار النائب المداوم أمر بوضع المتهم تحت تدبير الحراسة النظرية، وتعميقا للبحث اطلعت عناصر الشرطة على الأجهزة الإلكترونية المحجوزة، إذ تم الاهتداء إلى مجموعة من الملفات النصية والتي تتضمن روابط لمواقع إلكترونية، وعلى مستوى القرص المدمج تمت معاينة مجموعة من الصور ذات محتوى إباحي يقدر عددها بـ 18 صورة خليعة يظهر فيها الطالب رفقة إحدى الفتيات في وضعيات مختلفة ومخلة بالحياء.
واسترسالا في البحث أكد الطالب أنه يتابع دراسته بالسنة أولى كلية العلوم شعبة علوم الحياة والأرض بالجديدة، وموازاة مع دراسته الجامعية يتعاطى الإبحار في العالم الافتراضي عبر الأنترنيت الذي يدمن عليه بشدة، وبحكم ممارسته اليومية منذ صغره أصبح متمكنا في المجال الرقمي، خاصة منه البرمجة واختراق المواقع الإلكترونية، مضيفا أنه يستعمل في ذلك أجهزة إلكترونية من قبيل حاسوب ثابت بمواصفات عالية وهو ذاته المحجوز، والذي بواسطته كان يخترق عدة مواقع إلكترونية تخص شركات ومؤسسات أجنبية وأحيانا وطنية.
وأضاف الطالب أنه يبقى من متتبعي قنوات تعليم الاختراق والبرمجة على موقع “يوتوب”، إذ استطاع في الآونة الأخيرة تعلم لغة أحد البرامج بعدما صقل مواهبه وركز على مجال الاختراق، حيث كان يحاول اختراق مواقع إلكترونية بشكل عشوائي، دون أن يستهدف جهة معينة، وهو ما مكنه من ضبط مبادئ وأساسيات هذا المجال، خصوصا أنه يتعاطى هذا الفعل الجرمي منذ 2012.
