اخبار محلية

ذهب بحذاء بقيمة “700 درهم” وعاد ب”صندلة بلاستيكية” هكذا تعرض شاب لسرقة حذائه بمسجد إبراهيم الخليل بالجديدة

الجديدة اكسبريس

انتشرت بشكل متكرر ظاهرة سرقة الأحذية وأمتعة المصلين في مساجد مدينة الجديدة خلال أدائهم للصلاة الجماعية، إذ يستغل لصوص محترفون، فارغون من أي زاجر إيماني وإنساني، الفرصة لحرمان المصلين من التمتع بفضل صلاة الجماعة واستجلاب خشوعها.

فعندما ينتهي المصلون من أدائهم للصلاة الجماعية يرتفع حديث هنا وهناك وتتعالى أصوات من أن أحد المصلين قد سرق منه حذاؤه، ويضطر بعض المصلين إلى الخروج من المسجد حفاة بعدما دخلوه بشوق كبير لإراحة نفوسهم من انشغالات الدنيا، وربما رق لحالهم قيم المسجد ومنحهم “صندلة بلاستيكية” تمكنهم من المشي في الشارع حتى لا يظن الناس بهم سوءا.

كما وقع لشاب ظهر اليوم خلال صلاة الجمعة، بمسجد ابراهيم الخليل بالجديدة بحيث سرق منه حذائه الذي اشتراه قبل أيام بملغ “700 درهم” حسب تصريحه ل”الجديدة اكسبريس” فقد أسال الحذاء لعاب السارق ولم يجد الشاب أمامه سوى “صندلة بلاستيكية”، تستعمل في الوضوء مقصوصة من الأمام لكي لا يتم سرقتها هي كذلك بدورها، بحيث طلبها من القيمين على المسجد من أجل إنتعالها.

الظاهرة فعلا خطيرة في عمقها، وتحتاج منا جميعا الوقوف عندها وتشريح الأسباب الرئيسية وراء تكرارها، فهي ليست سرقة حذاء فقط، بل هي ظاهرة اجتماعية تشوش على المصلين خشوعهم وانصراف قلوبهم إلى ربهم، فيصبح القلب مشتتا ما بين الالتجاء إلى ربه وهو قائم بين يديه، أو أن تسترق عيناه النظر تارة وأخرى نحو موضع حذائه، رغم التنبيهات والملصقات المذكرة والداعية بضرورة جعل الأحذية في الأمام.

وعلى الرغم من أن هذه التنبيهات تمثل حلا جزئيا للتقليل من حدة ظاهرة، إلا أنها تفوت على الوالجين إلى بيوت الله تعالى نعمة الأمن، نظرا لما يمثله المسجد كفضاء للطاعة والأمن بمفهومه العام، ويتساءل كل مسلم ما حاجتنا إلى تلك الملصقات ونحن في أعز مكان تأتيه القلوب لتتطهر؟

إن سلوك هذه النماذج البشرية، وهي تجرأت لتقتحم المساجد في حين غفلة عن جموع المصلين متظاهرة بأنها تريد تأدية الصلاة لتفعل فعلتها، يعتبر منبها يؤكد على وجود فراغ تربوي كبير، ودليل على فاقة مادية ومستوى معيشي مترد، دفع هؤلاء للقيام بسلوكهم الإجرامي شاهدين على أنفسهم بالإثم.

فلو كانت القلوب عامرة بتقوى ربها، تستحضر رقابته في كل حركاتها وسكانتها، لا نبعثت منها زواجر الخوف من الله تعالى، ولو كانت حالتهم الاجتماعية والمادية تضمن لهم الكفاف، لما أذلوا أنفسهم في قبضة جموع المصلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي