اخبار محلية

دودة “براكونتا” تجهز على 20 هكتارا بغابة الحوزية

عبد الله غيتومي

أجهزت دودة “براكونتا” على مساحة 20 هكتارا من أشجار “الأوكالبتوس” بغابة الحوزية الواقعة بين الجديدة وأزمور. ومال لون الكثير من الأشجار المصابة إلى الاصفرار وتساقطت أوراقها في مرحلة أولى سابقة لانهيارها التام.

وظهر المرض الناجم عن الدودة منذ أزيد من ثلاثة شهور على الأشجار المحاذية للطريق، قبل أن ينتشر بسرعة داخل الغابة. وكشفت مصادر أن المرض كان في الإمكان تضييق دائرة انتشاره، لو أن المديرية المكلفة بصحة الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، تدخلت في إبانه ، وذلك بمباشرة عملية قطع الأشجار المصابة.

وبينما تضاربت الآراء بين الجماعة الترابية للحوزية التي حددت المساحة المتضررة بحوالي 40 هكتارا والمديرية الإقليمية للمياه والغابات التي حصرتها في 15 هكتارا، ذكرت مصادر متطابقة أن المساحة ضحية “براكونتا” مرشحة إلى ازدياد في غابة الحوزية وأيضا في غابة الشياظمة التي تمتد على مساحة 1200 هكتار وفي جميع غابات الإقليم.

وأمام تردد المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، صادق المجلس الجماعي للحوزية في دورته الأخيرة على قطع الأشجار المريضة، وأن تفعيل المقرر الجماعي لا يتطلب التأخير.

وكانت جهات متتبعة دقت ناقوس الخطر حيال حالة الأشجار بغابة الحوزية ،ودعت إلى تدخل استعجالي، سيما أن الغابة المذكورة تعد الرئة الخضراء التي تتنفس منها الجديدة وأزمور، بل يعتبرها إيكولوجيون رقما مهما في معادلة التوازن البيئي بالمنطقة، أمام التركيز الشديد للصناعات الكيماوية بالجرف الأصفر، علما أن غابة الحوزية تعرف اجتثاثا ملحوظا بفعل تشييد عدة منشآت اقتصادية وتعليمية ومنها المركب الجامعي ومركز المعارض، دون أن يتم تعويض الأشجار التي زحف عليها البناء.

وفي موضوع ذي صلة، يعد إقليم الجديدة من أضعف الأقاليم تشجيرا, إذ لا تتعدى نسبته 3 في المائة تتناقص بفعل الاعتداء على الغابة سنة بعد أخرى، هذه الاعتداءات أدت في وقت سابق إلى اختفاء غابات بأكملها خاصة السوينية وغابة الحرشان بسيدي عابد، بل خلال المدة الأخيرة منحت ترخيصات لإزالة غابات بأكملها في ملكية خواص, كما وقع بغابات على طريق سيدي إسماعيل مجاورة لغابة بلعبادية1.

ويعود موروث الأشجار بالمنطقة إلى فترة الحماية وبداية الاستقلال بعدما بادرت الدولة إلى تشجير الشريط الساحلي لوقف زحف رمال الشاطئ.

ومنذ ذلك الحين لم تسجل أي عملية واسعة للتشجير تندرج ضمن المخطط الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، علما أن هذا الأخير صنف الجديدة من المناطق الهشة بيئيا، وأوصى بدعم التشجير في إقليم يعد أول منطقة على الصعيد الوطني للصناعة الثقيلة، سيما بعد بداية نشاط مؤسسات صناعية بالمنطقة الصناعية بالجرف الأصفر على مساحة 500 هكتار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي