اخبار محلية

أصحاب “الجانكا” يغزون مدينة الجديدة

عبد الله غيتومي

تعرف الجديدة انتشارا غير مسبوق لأصحاب “الجانكا” الذين يحتلون أراضي خلاء بالمدينة وخاصة الأرض العارية المحاذية لأحد المستشفيات بطريق سيدي بوزيد، إذ يقضون أوقاتا طويلة في احتساء كحول الحريق قبل العربدة بالشارع العام وتهديد أمن وسلامة السكان.

ولا يقتصر أصحاب ” الجانكا” على هذه الساحة فقط بل يحتلون كذلك بعض المساحات الخضراء، ومنها حديقة المطاحن بشارع المقاومة ومستودع مهجور بشارع ابن خلدون وبعض المقابر المنسية التي توقف فيها الدفن منذ مدة، كمقبرة سيدي أحمد النخل المجاورة لمستشفى الجديدة القديم وبمحيط المحطة الطرقية.

وتوصلت الجريدة بوسائلها الخاصة إلى أن كحول الحريق الذي يتم استهلاكه، كان يقتنى بداية من بعض بائعي العقاقير بالجديدة ، إلا أن حادث موت جماعي لمدمنين تناولوا مادة “الدوليو” بالحاجب، جعل هؤلاء الباعة يمتنعون عن بيعه للمدمنين الذين حولوا وجهتهم نحو أزمور، إذ يتولى مدمن طاعن في السن التزود بكحول الحريق من أحد الباعة بأزمور ويتولى بيعها بالتقسيط في قنينات بلاستيكية، ولم تستبعد مصادر الجريدة أن يكون ضمن المستهلكين أطفال صغار وقاصرون، ما يؤكد اتساع دائرة “البلية”.

وعلى خلفية ذلك دقت جهات متتبعة ناقوس الخطر حيال ظاهرة كان من المفروض أن تكون اختفت من المدينة منذ مدة.

وتزداد حدة الظاهرة بفعل تساهل مع هؤلاء المنحرفين، إذ غالبا ما يتم إخلاء سبيلهم دون متابعة، ليعودوا إلى الشارع العام أكثر حيوية لمواصلة مشوارهم الانحرافي، والمثال على ذلك عندما ألقت عناصر من الشرطة القضائية القبض على مدمني كحول بأرض خلاء بزنقة تونس بالجديدة، وضمنهم العجوز الذي يزودهم بالتقسيط وحجزت أثناء توقيفهم قنينات بلاستيكية معبأة بالكحول جاهزة للبيع.

لكن ضيافتهم لدى الأمن لم تتعد قضاءهم فترة الحراسة النظرية وتقديمهم أمام النيابة العامة التي أطلقت سراحهم.

ويعيب سكان الجديدة على المحكمة تساهلها مع أصحاب “الجانكا ” خاصة أنهم يظلون مصدرا دائما يهدد السكان وخاصة النساء، ويذكرون بجرائم فظيعة كانوا أبطالا لها، ومنها جريمة المركز الرئيسي للبريد قبل 14 سنة عندما انتهت معركة بين غريمين مخمورين بالكحول بقتل أحدهما للآخر، وجريمة قرب قصر العدالة قبل 10 سنوات، عندما انتهت جلسة كحولية بقتل معاق لمجالسه وقطع جهازه التناسلي، إضافة إلى أن ترنحهم بالشارع العام يشكل وصمة عار على جبين المدينة، التي تراهن على نقلة تعيد إليها بريق استقطاب سياحي فقدته لصالح مدن أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي