اخبار محلية

الذبابة القرمزية تدمر “هندية” دكالة.. الحشرة أتت على هكتارات من نبات الصبار وفلاحون يشتكون

أحمد سكاب

عرف إقليم الجديدة ومنطقة دكالة على الخصوص بداية الصيف الحالي تراجعا على مستوى منتوج فاكهة الصبار المعروفة بـ”الهندية” أو “الكرموس” نتيجة ظهور وباء الذبابة القرمزية التي أتت على العديد من نبات الصبار بالمنطقة والجماعات القروية المشهورة بإنتاج “الهندية”.

وأثبتت التحاليل العلمية أن تلك الحشرة هاجمت نبات الصبار بشراسة وقضت عليه، رغم أنها لا تشكل أدنى خطورة على صحة الحيوان أو الإنسان الذي يقبل على تناول هذه الفاكهة خلال الفترة الصيفية من كل سنة.

وأثبتت الدراسات أن خطورة الذبابة القرمزية تأتي على نبات الصبار نفسه، بعدما تقتات عليه وتقتله في الحين.

وتعرف منطقة دكالة حقولا كثيرة من نبات الصبار مرورا بجماعة أولاد حمدان ومنطقة “الجغيوات” المشهورة بـ”الهندية”، إلا أنها بدأت تتضاءل في ظل ظهور هذا الوباء الذي أثر عليها بشكل كبير، حيث تمت معاينة العديد من حقول نبات الصبار التي أحرقتها “الكوشنيل” قبل أن يقدم الفلاحون على حرقها، والتي تشبه الصوف وتقضي على الصبار بسهولة بالغة.

ومع ظهور هذا الوباء، فإن مجموعة من الشباب بمنطقة أولاد حمدان، أكدوا تخوفهم من الانتشار السريع لهذا الوباء، وأنهم كانوا على علم بظهور هذا الوباء لأول مرة بمنطقة سانية بركيك بين سيدي اسماعيل وخميس الزمامرة، مضيفين أن منطقتهم تأثرت بدورها بفعل الرياح، في ظل غياب علاج ناجع يقضي على هذا الوباء وإعادة الروح لحقول نبات الصبار الذي بدأ يندثر بالمنطقة.

وعبر فلاحو المنطقة عن استيائهم من غياب المصالح المختصة التي كانت مطالبة بالتدخل لوضع حد لظهور الوباء، وأن العديد من المساحات تم حرقها بعد تأثرها وانتشار هذه الحشرة.

والغريب في الأمر أن العديد من الفلاحين لم يحسموا في أمر هذه الحشرة من خلال أن كل منطقة يطلقون عليها اسما معينا، ولا يعلمون من أين ظهرت أو كيف انتشرت، في ظل غياب سياسة واضحة من لدن الجهات المعنية التي تحاول جاهدة البحث عن أنجع السبل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لنبات الصبار.

ووتشهد بعض الجماعات القروية بمنطقة دكالة وإقليم الجديدة على الخصوص رغم تأثرهما بهذه الحشرة إنتاجا جيدا “للهندية” التي تستهوي العديد من الزائرين لمدينة الجديدة، ويقبلون على استهلاكها بقوة رغم ارتفاع ثمنها، حيث يتم بيع الواحدة منها بدرهم واحد. وعلمت “الصباح” أن وزارة الفلاحة والصيد البحري أطلقت أخيرا مخططا استعجاليا بمنطقة دكالة ويشمل المناطق المتضررة، حيث يقضي باقتلاع نباتات الصبار الموبوءة وحرقها، وكذا معالجة ما هو قابل منها للعلاج بواسطة المبيدات الحشرية والزيت المعدنية، على مساحة إجمالية تقدر بنحو 2000 هكتار. مع مواكبة هذه الإجراءات بنشر مرسوم وزاري لتنفيذ البرنامج الوطني لتدابير الصحة النباتية الوقائية، الكفيلة بالحد من انتشار حشرة الكوشنيل التي سماها بلاغ الوزارة “طفيليات”.

وفي إطار هذا المخطط الاستعجالي، تمت تعبئة وسائل بشرية ومادية هامة بالإقليم، وجرت معالجة مساحات مزروعة بالصبار موبوءة بحشرة الكوشنيل، بطول 10آلاف متر مربع على عرض يناهز 4 أمتار، حيث اقتلع صبارها بالكامل بواسطة الجرارات وتم إحراقه. كما أجريت بالمناسبة تجارب للمعالجة الكيماوية بالمبيدات، تمهيدا لتعميمها على باقي المناطق الموبوءة الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي