أحمد ذو الرشاد
أصدرت الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، الثلاثاء الماضي، قرارها القاضي بإدانة صاحب محل لغسل السيارات، والحكم عليه بالمؤبد، بعد مؤاخذته من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار المقرون بالسرقة، طبقا للفصول 392 و393 و394 و509 من القانون الجنائي.
ويستفاد من محضر مصلحة الشرطة القضائية بسيدي بنور، أن امرأة تقدمت أمامها بشكاية، أفادت فيها أن زوجها اختفى عن الأنظار في ظروف مجهولة، وأن هاتفه المحمول لا يجيب.
وبعد تسجيلها للشكاية، كثفت الضابطة القضائية نفسها، أبحاثها وتحرياتها، وتوصلت بمكالمة هاتفية من صديقة زوجة المختفي، أفادت فيها أنه تم العثور عليه بصندوق سيارته الخلفي، المركونة بزنقة طاطا بسيدي بنور.
وانتقلت فرقة تابعة للشرطة العلمية والتقنية، إلى مكان العثور على الضحية وعاينت جثته، وثلاث طعنات غائرة ومفتوحة برأسه وانتفاخا بعينه اليسرى. وعملت على نقلها نحو المستشفى الإقليمي ووضعتها بمستودع الأموات لإخضاعها لعملية التشريح الطبي بأمر من النيابة العامة المختصة.
واستمعت الضابطة نفسها إلى شاهد فصرح أنه أخبر وصديقه من قبل المتهم أنه الضحية كان برفقته مساء، تاريخ اختفائه. وأضافا أنه أخبرهما أن أربعة أشخاص من ذوي اللحى، نهروه وطالبوا منه مدهم بمبلغ مالي لهم في ذمته، قبل أن يأمروه بصعود سيارته، التي قادها واحد منهم وغادروا المكان. واستمع المحققون للمشتبه فيه، فنفى أن يكون عرض الضحية للأذى.
وشك الضابط المكلف بالبحث في تصريحاته، التي كان الارتباك باديا عليها سيما أنه لم يبلغ عن حادث الاختطاف المزعوم، رغم علمه بالبحث عنه. وحاصره رفقة مساعديه بأسئلة محرجة، فتراجع عن أقواله الأولى، وأقر بأنه استدرج الهالك إلى مقر عمله، وتكلف مراد ويوسف بقتله انتقاما منه لأنه استغفلهما في بيع السيارات المستعملة.
واستمع الضابط للمتهمين، فأنكرا ما جاء في تصريحاته، وأكدا معا أنهما من أعز أصدقاء الضحية وتربطهما به علاقة متينة ولا يمكن قتله. وأعيد الاستماع إلى المتهم من جديد، ومواجهته بإنكار المتهمين وسر وجود بقع دم على ملابسه، فانهار واعترف تفصيليا بما ارتكبه في حق الضحية.
وصرح في محضر الاستماع إليه، أنه كان يتعامل مع الضحية في بيع وشراء السيارات المستعملة، وشك في صدق تعاملاته، إذ كان ينصب عليه ويستغله وتسبب في كساد مهنته، ما دفعه إلى التفكير في تصفيته.
وأضاف أنه ليلة الحادث، طلب منه الالتحاق به بمقر عمله بعد صلاة المغرب. وهيأ ظروف الاعتداء، إذ بمجرد دخوله، فاجأه بعدة ضربات بواسطة عصا غليظة على رأسه، ثم أنهى المهمة مستعملا مفك براغي إلى أن أسلم الضحية الروح إلى ربها.
وقام بعد ذلك بالاستيلاء على مبلغ مالي قدره في سبعة آلاف درهم وهاتف محمول وبعض الأشياء الموجودة بالسيارة، قبل أن يضعه بصندوقها الخلفي ويتخلص منها بركنها بزنقة طاطا بالجديدة.