مجتمع

التشويـه يزحـف علـى الوليديـة.. تطاحن بين الأغلبية ورئيس المجلس أضاع مكتسبات الزيارة الملكية

عبد الله غيتومي

فرطت الوليدية بشكل ملحوظ في المكتسبات التي تحققت لها بفضل الزيارة الملكية سنة 2011 ، لقد أضحت الآن مزبلة كبرى، تعمها فوضى كبيرة على مستويات متعددة، يقابلها تطاحن متواصل داخل الأغلبية المسيرة للجماعة التي تؤاخذ الرئيس على تسييره الانفرادي الذي سار بالوليديةإلى الهاوية.

في سنة 2011 رصد مشروع ملكي طموح للوليدية مبلغ 32 مليار سنتيم لتأهيل هذا المصطاف الذي يعد الواجهة البحرية الوحيدة لإقليم سيدي بنور، توخى حماية البحيرة من زحف الرمال وأيضا من الرعي الجائر الذي تسبب في تلويثها لفترة غير قصيرة من الزمن، وذلك بزرع أزيد من 200 هكتار بنبتة “الكضفة” لتوفير الكلأاللازم للقطيع، والحيلولة دون عودته للبحيرة، وأيضا نشر نظام السقي بالتنقيط، في أفق اقتصاد الماء وتثمين المنتوجات الزراعية.

وحولت المبادرة الملكية الوليديةإلى مصطاف نموذجي، من خلال تعشيب الأرصفة والمدارات والعناية بالمساحات الخضراء وتصريف مياه الأمطار وتهيئة ساحة كبرى للأنشطة والمهرجانات، ما مكن المصطاف من اللواء الأزرق لخمس سنوات متتالية.

هكذا كانت الوليدية سنة 2011 لكن الذي يزورها اليوم بعد سبع سنوات فقط يقف على واقع بئيس يحيل على شيء واحد، أن المجلس الحالي يتحمل مسؤولية في عدم الحفاظ على مكتسبات الزيارة الملكية، بل يقف الرئيس متفرجا على الوليدية وهي تنهار يوما بعد آخر، لدرجة جاز القول بأنها أضحت مزبلة كبرى بامتياز، ذلك أن ملف التدبير المفوض للنفايات المنزلية ، كان هو سبب انقطاع شعرة معاوية بين الرئيس وأغلبيته، التي تعيب عليه أنه حاول التمديد لشركة “أوزون” التي انتهى العقد معها في 26 دجنبر 2017 ، لمدة 6 أشهر إضافية ، وهو ما كان موضوع رفض في إحدى دورات المجلس، لأن الأعضاء ظلوا وباستمرار يطالبون الرئيس بإطلاعهم على دفتر تحملات تدبير النفايات المنزلية لكن دون جدوى.

وفي خضم هذا الصراع كانت ولادة قيصرية لتعاقد مع شركة جديدة تدبر عملية التجميع بشاحنات مكتراة من خواص، ولم تنشر بعد الحاويات الكافية بمختلف أحياء الوليدية، ما دفع السكان إلى إفراغ نفاياتهم بالشارع العام، وترتب عن ذلك انتشار كبير للذباب والروائح الكريهة، وهو وضع عالجته الشركة بنشر لافتات تلتمس فيها المعذرة من السكان، لأن الوليدية بحسبها في مرحلة انتقالية.

كما أن مطرح النفايات الذي يقع بمدخل المصطاف، وصمة عار على جبين الوليديةومس خطير بالمجال البيئي، يفرض تدخلا فوريا من العامل الجديد لترتيب الأمور،سيما وأن التخلص من الأزبال بات على مرمى حجر من الطريق الرابطة بين الطريق السيار والوليدية، وتدعو الحالة المتدهورة لهذا المقطع الطرقي وطوله 12 كيلومتراإلى التعجيل بإصلاحه وتوسيعه صيانة لأرواح مستعمليه ومنهم أجانب من جنسيات مختلفة.

ومازاد من تعقيد أمور النظافة سماح المجلس لسوق عشوائ يمكون من الخيام البلاستيكية،نبت” خلف إعدادية، وخصص لبيع الخضر والسمك ومتلاشيات، وأيضا تحويل حي “البام” إلى مايشبه سوق “الغزل ” لدرجة جاز وصفه بجوطية كبيرة يتعالى فيها صياح الباعة ليلا ونهارا.

كما استغل أصحاب محلات بوسط الوليدية تطاحن الأغلبية المسيرة، وعمدوا إلى استغلال الملك العام بفوضى كبيرة، وذلك بنشر “شوايات” وموائد أكل وصناديق الخضر في ظروف سلامة صحية تبدو منعدمة وخارج مراقبة الجهات المعنية.

وانتقد متتبعون الترخيص بإحداث سوق عشوائي لفواكه البحر بجوار معرض الطيور، حيث يباع المحار وبلح البحر وغيرهما تحت أشعة الشمس ودون الشروط ضرورية للحفاظ على طراوة المنتوجات البحرية .

وبمرور 7 سنوات على الزيارة الملكية مات عشب الأرصفة وكل المساحات الخضراء، وتبقت من المشروع الملكي الكبير أعمدة كهربائية بمصابيح زرقاء شاهدة على أن الوليدية عرفت سنة 2011 مجموعة من الإصلاحات، اندثرت اليوم وتفرض بالضرورة مساءلة من كان سببا في كل هذا، وفي فقدان الوليدية للوائها الأزرق ليس في البحر فقط ولكن حتى في البر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي