اخبار وطنية

خطباء “فيسبوك” تحت الحصار.. إحصاء الأئمة والعلماء المتوفرين على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي يثير ضجة

الجديدة اكسبريس

لم يمر قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإحصاء الأئمة والعلماء وخطباء الجمعة المتوفرين على حساب، أو أكثر، في مواقع التواصل الاجتماعي، دون ضجيج، وأعاد إلى الواجهة العلاقة المتوترة بين الوزارة الوصية، وبعض الخطباء «المزعجين».

وأثار البلاغ الموقع باسم موحى ومان، الكاتب العام للوزارة وبتفويض من الوزير، موجة استنكار وتهكم على صفحات رواد «فيسبوك» الذين اعتبروه تضييقا جديدا على حرية التعبير وتكميما لأفواه الأئمة الذين اضطروا للهروب إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن أفكارهم ووجهات نظرهم «الحقيقية» من القضايا السياسية والاجتماعية، بعيدا عن «قانون» المساجد، وعن الرقابة المباشرة للوزارة ومنــــاديبها.

واضطرت الوزارة، أمام هذا التطور، إلى صياغة بيان وزعته وكالة المغرب العربي للأنباء «وضح» فيه مسؤولوها «القصد» من بلاغ إحصاء الأئمة والخطباء والعلماء والقيمين الدينيين المتوفرين على اشتراك أو حساب واحد من مواقع التواصل الاجتماعي، أو أكثر.

وشددت الوزارة، في بيانها التوضيحي، على أن مهمة العلماء والأئمة والخطباء والوعاظ كانت وستبقى هي التواصل مع الناس، وأن تكنولوجيا التواصل الاجتماعي تعد نعمة كبرى إذا استعملت في التبليغ النافع، موضحة أن التبليغ النافع من جهة العالم والخطيب والواعظ والإمام، هو الملتزم بثوابت الأمة حسب مضمون النصوص القانونية التي تؤطر مهام العلماء والأئمة، ووفق دليل الإمام والخطيب والواعظ.

وأضافت الوزارة أن كل ما يرد من جهة العلماء والأئمة في منابرهم الإلكترونية مما يتوافق مع الثوابت وما يناسبها من شرح أحكام الدين ومكارمه يستحق كل تشجيع من المؤسسة العلمية، وكل ما قد يرد في منبر من هذه المنابر مما ينأى عن هذه الثوابت والالتزامات سيتم التنبيه إليه من جهة المؤسسة العلمية التي لها الصلاحية وحدها للحكم على المضمون، ولن يترتب عنه أي إجراء إلا بقدر الإصرار على المخالفة التي تجعل لصاحب المنبر حديثين، حديث ملتزم في المسجد وحديث «مناقض» يصدر عن الشخص نفسه الذي يعرفه الناس في المسجد.

وعلى نحو مفاجئ، عممت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أول أمس (الاثنين) مذكرة على مندوبيها في مختلف جهات المملكة، تطالبهم فيها بالسهر على إعداد إحصاء شامل للأئمة والأئمة المرشدين والمرشدات الذين لديهم حساب على «فيسبوك» و»تويتر» و»إنستغرام» و»جوجل بلوس»، كما طالبت المندوبين الجهويين بتجميع اللوائح ونتائج الإحصاء وموافاة مديرية الشؤون الإدارية والتعاون بها قبل نهاية أكتوبر المقبل.

وينشط خطباء للجمعة وأئمة وعلماء ومرشدون ومرشدات في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقدمون دروسا ومواعظ ويشاركون في منتديات نقاش ذات طابع ديني، أو تكويني، بينما ينخرط آخرون في نقاشات سياسة واجتماعية والإدلاء بمواقفهم في حدود الخطوط المسموح بها.

وإلى حدود إصدار بلاغ الإحصاء من وزارة الأوقاف، لم يحدث أن أثار إمام، أو خطيب، جدلا بموقف «مخالف»، أو وجهة نظر تتعارض مع القناعات المعبر عنها في المسجد، أو من فوق المنبر، «ما يثير شكوكا حول الخلفيات الحقيقية لهذه المذكرة»، حسب رواد «فيبسبوك».

ويضاف هذا القرار، إلى قرارات سابقة بعزل خطباء جمعة، وإنزالهم من فوق منابر المساجد، بسبب خوضهم في قضايا ذات طابع سياسي أو اجتماعي، أو ترويج لخرافات، من قبيل أن العواصف القوية، أو الزلازل عقاب من الله للمشركين في الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي