مجتمع

بعدما كلف المستشفى الإقليمي للجديدة غلافا ماليا وصل إلى 40 مليار سنتيم… الساكنة تعيش وضعية صحية متردية

عبد الله غيتومي

كلف المستشفى الإقليمي للجديدة غلافا ماليا وصل إلى 40 مليار سنتيم، وفتح في وجه المرتفقين منذ 2014. ووصفه الحسين الوردي في اجتماع عقد بالقاعة الكبرى للعمالة بأنه مفخرة للمشهد العلاجي على الصعيد الوطني باعتباره من جيل المستشفيات الجديدة التي تعول عليها وزارة الصحة لتجويد الخدمات العلاجية، لكن بمرور قرابة خمس سنوات على افتتاحه، لم يستطع المستشفى الجديد وببنايته ذات الطوابق أن تقضي على اللغط الشديد الذي كان يرافق البناية القديمة بحي القلعة والتي تعود إلى 1916 في عهد الحماية الفرنسية.

ففي منطقة كان ينظم فيها السوق الأسبوعي الحمراء، شيد مستشفى محمد الخامس، وتم تجهيز مرافقه وفق أحدث التجهيزات، خاصة قسم الإنعاش الذي يعد قيمة مضافة للخدمات العلاجية، لكن التجهيز وحده لم يكن هو الحل الأجدى الذي يطمح له سكان إقليم الجديدة، وأن عدم تطعيم الوحدة العلاجية الضخمة بموارد بشرية كافية، جعلها بناية بدون روح ولا تستجيب لمتطلبات مرتفقين.

وعلى خلفية ذلك، عرف الجسم الطبي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس وطيلة أربع سنوات، تقاعد الكثير من الأطر الطبية في صنف الأطباء بل واستقالة العديد منهم والتحاقهم بالقطاع الخاص في الجراحة وأيضا في تخصصات عديدة كأمراض القلب والشرايين والعيون والتوليد والأمراض الجلدية وطب الأطفال.

ورافق ذلك إحالة عدد لا يستهان به من أطر التمريض التي راكمت تجربة كبيرة في المجال العلاجي، وخاصة في الأطقم المتخصصة في العمليات الجراحية الباردة والاستعجالية.

وأرخت هذه الوضعية بظلال قاتمة على المشهد الصحي بالمستشفى الإقليمي، وحكم عليه بتشغيل ثلثي طاقته، ما يعني بأن أجنحة متعددة مغلقة قوامها 130 سريرا، لم تفتح في وجه العموم بسبب نقصان الموارد البشرية ما كان موضوع نقاش حاد داخل دورات المجلس الإقليمي ومجالس ترابية كثيرة وصدرت بشأنه توصيات إلى الوزارة الوصية على القطاع، دون أن تتفاعل وتسعف المستشفى الإقليمي بنصيب محترم من الأطباء والممرضين، وظهر ذلك خلال الدفعة الأخيرة التي منحت لمستشفى سيدي بنور بكرم كبير وأدارت الظهر لمستشفى الجديدة ، علما أن مستشفى سيدي بنور يظل محطة عبور ، توجه يوميا العديد من المرضى إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة، ما يجعل هذا الأخير واقعيا يسدي خدمات لكل دكالة التي يصل سكانها إلى مليون وأربع مائة ألف نسمة، أي أنه يقوم بوظيفة مستشفى جهوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي