اخبار محلية

تأخر الأمطار يقلق فلاحي دكالة.. متخوفون من الزيادة في أثمنة الأعلاف وتدني أسعار المواشي

أحمد ذو الرشاد

لم تعرف منطقة دكالة التي تضم إقليمي الجديدة وسيدي بنور، موسما جافا كالموسم الجاري. وذكرت مصادر الجريدة، أن مخلفات الموسم الماضي، الذي اتسم بضعف التساقطات المطرية، ألقى بظلاله على المنطقة، إذ لا زال الموسم الفلاحي لم ينطلق بعد، بسبب تأخر الأمطار عن وقتها.

ندرة المياه

أعطيت الانطلاقة الرسمية للموسم الفلاحي الحالي من مكناس بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، ومسؤولين آخرين. وأكدت جميع المداخلات أن الموسم الفلاحي الجاري، سيعاني كثيرا بسبب ندرة المياه الموجهة لعملية الري.ومازال فلاحو دكالة ينتظرون بكثير من الأمل الفرج من الله، إذ لم يعرف افتتاح موسم زرع الشمندر السكري انطلاقته الحقيقية، لفراغ سد المسيرة الحنصالي من مياه السقي.

وأكد عبد الرحيم الحساني مدير معمل السكر بسيدي بنور في اتصال هاتفي، أنه رغم انحصار الأمطار، فإن عملية زرع الشمندر، انطلقت بمنطقتي الغربية والزمامرة التابعتين لإقليم سيدي بنور. وأضاف أن إدارة المعمل وزعت البذور على ملاكي الآبار لزرع حوالي 4 آلاف هكتار، على أن تستمر عملية الزرع في حالة سقوط الأمطار قريبا على مساحة تقدر بحوالي 11 ألف هكتار.من جهته، صرح أحمد الحنصالي فلاح من منطقة سيدي إسماعيل، أن المناطق البورية تضررت كثيرا، أكثر من المنطقة السقوية، التي تستفيد عادة من الزراعات الكلئية.

وأضاف أن الموسم الفلاحي لم ينطلق بعد، وأن الفلاحين حرثوا الأراضي استعدادا للموسم الفلاحي. وأوضح أن اللجنة الفلاحية الإقليمية، توجد في موقف حرج، عقب تضرر حقينة السد المزود لدكالة، إذ حرمت الفلاحين هذه السنة، أمام النقص الحاد في مياه الري، من سقي زراعة الفصة والبرسيم والخضر، مشيرا إلى أن الضغط الحاصل على الفرشة المائية، أثر كثيرا عليها، بل إن العديد من هذه الآبار أصيب بالجفاف.

ارتفاع أسعار الأعلاف

من النتائج المباشرة للجفاف، تدني أسعار المواشي (الأبقار والأغنام) وارتفاع أسعار الأعلاف. فسوق المواشي تتحكم فيه مسألة العرض والطلب، إذ يعمد الفلاحون أمام ارتفاع سعر الأعلاف (الشمندر والنخالة والذرة والفول والشعير والتبن)، إلى التخلص من القطعان، اقتصادا في ماليتهم من جهة وخوفا من نفوقها جراء تأثير الجوع والأمراض التي تظهر تزامنا مع انحباس الأمطار من جهة ثانية.وطرح محمد الباهلي من منطقة أولاد افرج، مجموعة من الإكراهات، التي تزيد من إرهاق كاهل الفلاح، منها منع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) جزاري أولاد افرج من عملية الذبح بمجزرة السوق الأسبوعي لأحد أولاد افرج، إلى حين إصلاحها وفق شروط دفتر التحملات.

وخصص المجلس الجماعي 100 مليون سنتيم لكن الترتيبات والإجراءات الإدارية، أخرت عملية الشروع في عملية الإصلاح. وفرضت عملية المنع هذه، التي تشرف على نهاية شهرها الثاني، على الجزارين البحث عن مجازر أخرى للتسوق منها، وهو ما يحد من عدد رؤوس الماشية المسوقة بالسوق الأسبوعي ذاته.وأضاف المصدر نفسه، أن ارتفاع سعر الأعلاف في تصاعد، إذ وصل ثمن الفول إلى 6 دراهم ويتراوح سعر الذرة ما بين 2.5 و3 دراهم وسعر الشمندر ما بين 2.70 و3 دراهم. ووصل سعر النخالة التي تعتبر أهم مكون في عملية تسمين العجول، إلى 2.60 درهم.

ووصل سعر الحزمة من التبن إلى 20 درهما وسعر الحزمة من الفصة إلى 60 درهما. وعبر عدد من مربي الماشية والفلاحين عن تذمرهم من تراجع سعر البيع، إذ حسب أحدهم، تراجعت الأسعار ما بين ألف وألفي درهم في الرأس. ومن المنتظر أن تتفاقم الوضعية إن لم تتخذ إجراءات وقرارات جريئة لإنقاذ قطاع المواشي من الضياع والهلاك.

فصول الدعم

اعتاد الفلاحون في كل موسم جاف على تلقي الدعم المرتبط بتوزيع الأعلاف. وأمام هذه الوضعية المزرية التي يعانيها فلاحو دكالة، يفرض الأمر الواقع على المسؤولين التحرك لإيجاد حلول بديلة، لتخفيف العبء عنهم. وأكد عبد الرحمان النايلي، مدير المديرية الجهوية للفلاحة بجهة البيضاء سطات، أنه لحد الآن لم تتخذ وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والماء، أي تدابير أو إجراءات احترازية، “لأننا ما زلنا في بداية الموسم الفلاحي”.

وشهدت المواسم الماضية إقدام الوزارة الوصية على اتخاذ عدة إجراءات تخص تقديم الدعم للفلاحين للحفاظ على القطيع، وخصصت دعما مهما هم مادة الشعير، لكن عدة مشاكل واكبت عملية التوزيع، تتعلق بضعف الكمية المخصصة لكل فلاح، إضافة إلى تمركز الدعم بمدينة الجديدة، وهو ما طرح متاعب إضافية على الفلاحين الموجودين بمناطق بعيدة كبولعوان والعونات والقصيبة وغيرها، ما دفع بالكثير من الفلاحين إلى الإحجام عن اقتناء الحصص المخصصة لهم.

تشخيص واقع الوضع الفلاحي

اعترف عبد الرحمان النايلي مدير المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات، أن الوضع الفلاحي صعب جدا، وطنيا وجهويا، وقال في تصريح للجريدة: “ما زلنا في بداية الموسم الفلاحي وأمامنا وقت كاف للإعلان عن الانطلاقة الفعلية، سيما إذا سقطت الأمطار في الأسابيع القليلة المقبلة”. وأكد أنه على الصعيد الجهوي، شرعت المديرية نفسها في توزيع بذور الشمندر السكري بالنسبة لمالكي الآبار، دون السماح للمناطق السقوية بالشروع في عملية الزرع، لأن حقينة سد الحنصالي المسيرة لا تتجاوز 18 في المئة.

وأوضح المصدر نفسه، أن المديرية ذاتها، التي تسهر على تسيير ثمانية أقاليم، وضعت برنامجا طموحا، وهيأت 350 ألف قنطار من البذور و50 ألف طن من الأسمدة ووعدت التعاضدية الفلاحية للتأمين، بتأمين ما بين 150 إلى 160 ألف هكتار.

وأشار إلى عقد لقاءات مع ممثلي الفلاحين استعدادا لانطلاقة حقيقية، إذ عمل عدد من الفلاحين على تبني عملية الحرث الأولي، رغم تأخر الأمطار. وتخبر الشركة الفلاحية لتوزيع البذور أنها فتحت باب الاقتناء وأن الحبوب المختارة موضوعة رهن إشارتهم بالزمامرة، إضافة إلى وضع كميات من الأسمدة بمراكز قريبة من الفلاحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي