اخبار محلية

حملة قتل الكلاب الضالة بالجديدة…بين احتجاج حقوقيين وصحة المواطنين

الجديدة اكسبريس

رغم تدخل السلطات المحلية الاسبوع الماضي، ممثلة في الباشا وأعوان السلطة والجماعة الحضرية بالجديدة عبر الاستعانة بقناصين مؤهلين لهم خبرة في مجال القنص، من اجل الرغبة في إعدام هذه الحيوانات “الكلاب الضالة”، تحت مطالب دائمة من السكان، تنادي بالتخلّص من هذه الحيوانات التي تسبّب مضايقات كبيرة للساكنة، خاصة وأن العديد من الجمعيات المدنية، أحصت عشرات ضحايا عضات الكلاب الضالة، وبيّنت كيف تسبّب هذه الحيوانات خطرًا على المارة بسبب ما تحمله من فيروسات خطيرة قد تنتقل إلى الإنسان.

وعلاوة على إمكانية انتقال أمراض من هذه الكلاب إلى البشر، فهي تسبب كذلك الإزعاج للمواطنين بنباحها المستمر في أوقات متأخرة من الليل، وبقيامها بنبش حاويات الأزبال ممّا يهدد الفضاء البيئي، زيادة على اعتدائها على الماشية، إذ سجلت حالات كثيرة لخسائر في رؤوس الأغنام ، بسبب هجوم من الكلاب الضالة.

كما سبق لمديرية الأوبئة بوزارة الصحة، أن أكدت تسبّب الكلاب الضالة في مرض السعار الذي يعدّ من أخطر أنواع الأمراض، إذ تصل نتيجة الإصابة به إلى الوفاة. وقد خضع حوالي 3 آلاف شخص في الدار البيضاء وحدها عام 2009 للقاح ضد داء السعار المعروف في العامية باسم “الجهل”، وذلك حسب ما كشف عنه معهد باستور. كما أن منظمة الصحة العالمية، تشير إلى وفاة 55 ألف شخص في العالم، بسبب مرض السعار الذي ينتقل من الحيوانات إلى البشر.

غير أن ظاهرة قتل الكلاب تثير الجدل بين متفق وغير متفق، فجمعيات حقوقية، مغربية التي تنادي بإخصاء الكلاب الضالة بدل قتلها وبنقلها إلى أماكن بعيدة عن تجمعات الساكنة، وذلك بما أن القتل في نظرها ليس حلًا بما أن الكلاب تتوالد بطريقة كثيفة، وبما أنها تمتلك هي الأخرى أرواحًا لا يجب إزهاقها.

في الجانب الآخر تكون بعض المطالب أقلّ حرصًا على حياة الكلاب، وهناك من لا ينادي سوى بقتلها بعيدًا عن الأحياء السكنية كي لا يتضرّر الأطفال من المشهد الدامي، في وقت لا يمانع فيه آخرون إعدام هذه الكلاب بأيّ طريقة كانت، بما أن ذلك سينهي معاناتهم مع عضاتها ونباحها.

وكما ذكرنا بان السلطات بمدينة الجديد قد شنت الاسبوع الماضي حملتها، وانتهت يوم الثلاثاء 7 والاربعاء 8 فبراير 2017، شملت المناطق السوداء التي تعج بهذه الحيوانات، مثل حي المطار والغزوة واحياء السلام وسيدي موسى وشارع جبران خليل جبران، ليقدر العدد الاجمالي للكلاب التي تم اعذامها الى 136 كلبا، جرى دفنها في مطرح النفيات القديم المتواجد بمنطقة الغزوة، وذلك بحضور الطبيب البيطري ومصالح الجماعة الحضرية.

بحيث اجرت احدى السيدات المتطوعات في مجال الرفق بالحيوانات بمدينة الدار البيضاء، “bénévole” وعضوة بالجمعية العالمية للرفق بالحيوان، اتصال هاتفي مع جريدة الجديدة اكسبريس، يوم امس الاثنين من اجل الاستفار عن هذه الحملة هل هي حقيقية، بحيث قالت ان المسؤولين ليس لديهم الحق باطلاق الرصاص وسط المدار الحضري، وان الطريقة التي يجب محاربة بها هذه الحيوانات وهي جمعها وتلقيحها ثم اعادتها الى الوسط التي كانت تعيش فيه.

واظافت بان عملية الدفن بالمطرح القديم للنفايات، ليست بالطريقة السليمة لا سيما ان منطقة الغزوة تعتبر قلب مدينة الجديدة، وهذا يعتبر تهديدا للارواح الساكنة في المستقبل، عندما ستقتات الحيوانات الاخرى من جثث هذه الكلاب ستخرجها الى الساكنة عبر مخلفاتها العضوية.

بحيث تعود بنا هذه الواقعة الى السنة الماضية بمدينة القصر الكبير، التي استعملت فيها كذلك الذخيرة الحية التي خلفت الرعب لذا الأطفال، والعجزة بالليل الشئ الذي وقع بمدينة الجديدة، حيث تلقت الجريدة عدة اتصالات من الساكنة في وقت متاخر من الليل عن سماع الرصاص الحي، وهو يلعلع في سماء المدينة متسائلين هل هو عمل ارهابي، سيما ان مدينة الجديدة عرفت مؤخرا تفكيك خلية ارهابية بحي الصفا ام ان الامن يلاحق المجرمين.

وكسر الهدوء و السكينة و راحة المواطن، والقتل بطريقة بشعة خلفت استياء لدى المواطنين بمشاهدة الشريط الذي تم تداوله عبر صفحات الانترنيت، بمدينة القصر الكبير،و في المواقع للتواصل الاجتماعي طريقة جمع جثث الكلاب في غياب الوقاية الصحية، و التجهيزات اللازمة لعمال النظافة المكلفين بذلك الدماء التي تصبح في الشوارع و كأنها معركة حرب ضارية خلفت استياء لدى المارة بالمدينة وإلقاء الجثث بمطارح النفايات مما يسبب مستقبلا في أوبئة و انتشار لإمراض تعفنية للنبات و الماشية و للإنسان و فيه اساءة للبيئة.

يمكن القول  إجمالا أن نظرة المجلس الجماعي الحالي  ضيقة تهم فقط  صرف الاعتمادات المخصصة في ميزانية الجماعة المتعلقة بمحاربة الكلاب الضالة دون تطوير الأداء و الأساليب ليعكس بحق أننا أمام مجلس يريد التغيير في كل شيء كما يدعي سلفا .

فيما راسل أحد أبناء مدينة الجديدة منظمة “برجيد باردو” الفرنسية المهتمة على الصعيد الدولي برعاية الحيوانات والدفاع عن حقها في الحياة والعيش دون اي اذى من اﻹنسان والتي راسلت بدورها جلالة الملك محمد السادس من اجل المطالبة بإصدار تعليماته السامية من اجل اعطاء أوامره بإيقاف عملية القتل هذه في حق الكلاب الضالة وان هناك حلول كما ذكرنا غير الرمي بالرصاص.

مقال للمنظمة تعرف فيه عن ظاهرة قتل الكلاب بالمغرب :

http://www.fondationbrigittebardot.fr/international/animaux-domestiques/actualites/tuerie-chiens-errants-maroc

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي