إصابة 3 شقيقات دفعة واحدة بكورونا.. زوج إحدى المصابات يروي تفاصيل الواقعة ل”الجديدة إكسبريس” فاش وصلو لأكادير مخليتهمش ادخلو للدار حتى علمت السلطات أو دارو ليهم التحليلة

الجديدة إكسبريس
تناقلت مواقع إخبارية يوم أمس الأربعاء خبر يفيد، إصابة ثلاث أخوات شقيقات بفيروس كورونا بأيت ملول، وأشارت الصحيفة التي تناولت الخبر أن الإصابات الثلاثة الخاصة بالشقيقات المسجلة بأيت ملول، وسبق أن تنلقن إلى جهة الدار البيضاء سطات وبالضبط مدينة الجديدة بعد حصولهن على رخصة التنقل الاستثنائية بين المدن لحضور مراسيم دفن والدتهن التي وافتها المنية جراء اصابتها بفيروس كورونا.
وأمام تساؤلات الرأي العام خصوصا بعد انتشار الخبر على نطاق واسع ووصل صداه إلى عاصمة دكالة، ربطت الجديدة إكسبريس الإتصال هاتفيا بزوج إحدى المصابات بالفيروس، والذي أجاب على كل التساؤلات التي حيرت الجميع، بدأً من كيف تنقلوا من جماعة سيدي علي بنحمدوش ضواحي مدينة أزمور بإقليم الجديدة إلى مكان إقامتهم بأيت ملول، وكيف تم إكتشاف إصابتهم بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19.
هل إصابة الشقيقات الثلاث لها علاقة بحضور مراسيم الدفن وكيف تنقلوا من أكادير إلى إقليم الجديدة ؟
وهو يروي تفاصيل الواقعة ل”الجديدة إكسبريس” بكل حيثياتها أكد السيد محمد، أن زوجته تلقت يومها إتصال هاتفي من أخيها الذي أخبرها أن والدتهما إشتد عليها المرض وتم نقلها من منزل إقامتها رفقة بعض من أبنائها بجماعة سيدي علي بنحمدوش ضواحي مدينة أزمور بإقليم الجديدة إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث تم وضعها داخل قسم الإنعاش، الأمر الذي دفع بناتها إلى التنقل من أكادير على متن سيارة خفيفة كان يقودها إبن محمد ووالدته واثنين من شقيقاتها البنات.
وأضاف الزوج، أنه بعد مجيئهم إلى إقليم الجديدة ساعتها لم يكن هناك أي قرار يمنع تنقل الأشخاص بين المدن، وأنه عند وصولهم بيومين صدر قرار وزارة الداخلية بشأن منع التنقلات بين المدن، وعن حضور مراسيم الدفن أكد الزوج أن السلطات قامت بدفن المرحومة بعد تأكد إصابتها بفيروس كورونا بعد إخضاعها للتحاليل المخبرية التي جاءت نتائجها إيجابية وذلك بعد وفاتها، بدون حضور أي فرد من عائلتها، حيث استبعد أن إصابتهم خلال حضور مراسيم الدفن، وأنهم شاهدوها فقط من زجاج غرفة الإنعاش قبل وفاتها بيوم واحد ولم يستطيعوا الاقتراب منها رغم أنه لحظتها لم تعرف أنها كانت حاملة للفيروس.
وزاد محمد، أنه تم إخضاع جميع المخالطين لها للعزل الصحي بمقر سكناهم بجماعة سيدي علي بنحمدوش وعددهم 13، وكان يتم مراقبة درجة حرارتهم عندما كانوا يطالبون الجهات المختصة بذلك، وبعد انتهاء فترة العزل، أقدمت حينها السلطات المحلية بتقديم الورود لعائلة المسنة التي توفيت وهم فرحين من أن حالتهم الصحية جيدة، حيث حصل الشقيقات والابن على رخصة التنقل سلمت لهم من طرف السلطات من أجل العودة إلى منازلهم لا سيما وأنه من بينهم أمهات رضع ومن لديهم أمراض مزمنة.
تركوا إقليم الجديدة وكانت وجهتم إلى عاصمة سوس ماسة، على متن سيارة خفيفة، أخذوا الطريق الوطنية بتعليمات من الأب محمد، وهي كحجة على أنهم مروا من حواجز أمنية كثيرة وأن تنقلهم كان قانوني مئة بالمئة، وعند وصولهم إلى أكادير طلب منهم محمد الوقوف قرب حاجز الأمن حتى يخبر السلطات المحلية مشدداً على ضرورة إخضاعهم للتحاليل بعد مجيئهم من جهة أصبحت تشكل بؤرة للفيروس بالبلاد.
وفي رواية الزوج الذي إتصل بقائد المنطقة عند وصول زوجته وشقيقاتها وابنه يوم الإثنين الماضي في حدود الساعة التاسعة ليلا وبعد انتظار طويل، قرر إبقاءهم بأحد المنازل حتى الصباح، حيث طلب من مندوب الصحة هناك بإجراء التحاليل المخبرية حتى يتأكد من صحتهم، تحقق الأمر وتم إخضاع الأربعة للتحاليل، والتي جاءت يوم الأربعاء الماضي إيجابية بالنسبة لزوجته وشقيقاتها فيما استبعدت إصابة إبنه بالفيروس.
وأضاف الزوج، في اتصاله الهاتفي مع الجديدة إكسبريس، أن زوجته وشقيقاتها لم تظهر عليهم أي أعراض تبين إصابتهم بالفيروس وأنه من باب الشك طلب من المندوب الإقليمي للصحة إجراء التحاليل المخبرية لهما والتي جاءت نتائجها إيجابية وهم الآن يخضعون للعلاج بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، حيث من المنتظر أن يخضع الزوج بدوره رفقة إثنين من بناته يوم غدٍ الجمعة للتحاليل حتى يطمئن قلبه حسب قوله.
أمام هذه الواقعة يبقى السؤال المطروح هل تم إخضاع عائلة المسنة التي توفيت بكورونا بجماعة سيدي علي بنحمدوش بعد نهاية فترة العزل الصحي للتحاليل المخبرية أم اقتصر الفحص الطبي على قياس الحرارة فقط وهل باقي المخالطين المستقرين بجماعة سيدي علي بنحمدوش لم يصابوا بالفيروس، في الوقت الذي اتخذت فيه الدولة مجهودات جبارة وإجراءات مكلفة للحد من تفشي الوباء والحفاظ على صحة المواطنين، لا يجب أن نسمح لبعض الانزلاقات التي من شأنها أن تعصف بكل هذه المجهودات وتساهم بشكل كبير في تفشي الوباء بين العائلات ونقل العدوى من جماعات إلى مناطق أخرى كانت آمنة.