اخبار محلية

حديقة محمد الخامس بالجديدة من “تحفة خضراء” الى مكان خاص باﻹشهارات

الجديدة اكسبريس

عندما تدخل حديقة محمد الخامس بالجديدة، من بابها الرئيسي تجد في إستقبالك مجموعة من السيارات الجديدة تابعة للإحدى الشركات المعروفة، اخدت من الحديقة مكانا استراتيجيا ﻹشهار عرباتها مستغلة نسبة الزوار الذي يعرفه المكان، لا سيما ان الحديقة تعتبر من بين المتنفسات الوحيدة لساكنة الجديدية، لكن المسؤولين بمدينتنا قطعوا العرق النابض للساكنة والصورة اﻷخرى، هي كذلك لحديقة محمد الخامس بالجديدة، لكن تم التقاطها منذ حوالي نصف قرن، صورة لازالت شاهدة لتوثق لهذا الجيل، بما لا يدع مجالا للشك، كيف كانت جميلة هذه الحديقة، بهندستها المعمارية وجمالية أزهارها وأشجارها التي كانت من تصميم وهندسة المعمرين الفرنسيين الذين كانوا يقيمون ب”مازكان” في عهد الحماية.



مناسبة هذا الكلام ليس تمجيدا للمستعمر الفرنسي أو تعظيما له، فالمستعمر أعاث فسادا وظلما وقتلا في بلادنا واستنزف ثرواتها لمدة تزيد عن الاربعة عقود، لكن في المقابل لا ننكر أن هذا المستعمر ترك من الأشياء الجميلة التي لا يمكن ان تعزب عن الدهن، كالعديد من المقرات الإدارية التي ما زالت قائمة إلى يومنا هذا، دون أن ننسى الفنادق والطرقات والموانئ والحدائق التي لازالت بناياتها واقفة، شامخة تشهد على صحة هذا الكلام.

ان حديقة محمد الخامس، التي كانت قبل حوالي نصف قرن مفخرة لأبناء “مازكان”، خبا بريقها خلال العقدين الاخيرين ، بعد أن طالها الإهمال والتهميش وأصبحت تثير في النفس الكثير من الأسى ومن الحزن والحنين الى الماضي الجميل.

جولة قصيرة في هذه الحديقة كافية لتفضح الوضع الكارثي الذي باتت تعيشه بعد أن كانت في ما مضى “عروسا” لحدائق المغرب. فالخراب حل بالعديد من جدرانها وممراتها وأشجارها، أما الازبال فباتت منتشرة في جميع جنباتها، ناهيك عن طائر “عوا” التي تصول وتجول بداخلها وإسترقت فوق اشجارها، تاركة ورائها الروائح الكريهة والنتنة، والتي أصبحت تزكم أنوف زائريها من كل مكان، بعد أن أصبحت فضاءاتها وكرا للمتشردين والمنحرفين ولذوي قضاء الحاجة فلكم الله يا من كنتم سببا في خراب هذه المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي