اخبار محلية

تحقيق..الدعارة بالجديدة وغياب الحلول السوق القديم ومنتجع سيدي بوزيد مثالًا

الجديدة اكسبريس-تحقيق

منتجع سيدي بوزيد “بنات لا كلاس”

كثر القيل والقال عن مدينة الجديدة انها مكان للدعارة وان الامن بمدينة الجديدة والدرك الملكي كل مرة من فينة الى اخرى يقومون بحملات تمشيطية يوقعون فيها اوكارا للدعارة الراقية والشعبية فالدعارة الراقية هي التي نجدها بالفيلات بثمن 2000 درهم مقابل الليلة الواحدة رفقة فتاة تجلبها لك الوسيطة ودائما ما تكون امرأة عجوز يقولون لها “الحاجة فلانة”.

بدأت في التجوال وكانت أول محطة لي هي منتجع سيدي بوزيد ليلا. و التي يتوجه لها فتيات من نوع خاص. ما يسمى ” بنات لا كلاس” أي الفتيات التي غالبا ما تبحث عن أما أجنبي أو شخص مسن. و السبب أن فاتورة هذا النوع تكون باهظة نوعا ما فالساعة معهن قد تصل ما بين 500 و 700 درهم .أما قضاء الليلة حوالي 1500 و 2000 درهم هنا نكون اعطيناكم ماهي الدعارة الراقية.

الدعارة الشعبية والمثال “السوق القديم”

في اليوم التالي توجهت نحو  وسط المدينة امام السور البرتغالي “الملاح” وبالضبط بالسوق القديم حيث الأحياء أكثر شعبية. و الدعارة الرخيصة كما هو معلوم تكون في هده المناطق أكثر جاذبية.

وكان دليلي احد ابناء السوق الذي اعرفه وقال لي ان مثل هذه البيوت اصبحت عاهة على حيهم وان السوق القديم الذي كان يعرف بشرفه وشرف ابنائه اليوم نجد ان البعض لا يبالي بالصمعة بكثر ما اخد المال شهوته واصبح يكتري منزله بدون اي قوانين لفتيات اتو من البادية او من مدن اخرى ويجعلون من هذه البيوت اوكارا لهم مقابل 30 درهم الى 20 درهم وزاد قائلا” انت او شطارتك”

ولكن تبقى هده الأماكن الشعبية تحمل الكثير من الخطورة و صعب جدا أن تسأل إحدى النساء حول مبتغاك. توجهت نحو امرأة عجوز  وقد كانت في غاية الذكاء و أدركت قصدي . و السبب أني كنت مرتبكا نوعا ما و كثيرا من ألتفت حولي و أيضا  أن أني أمعن النظر في الفتيات فقال لي “عينيك خرجوا اوليدي راه شوف ما يبرد جوف”. فأجبتها ” واش نديروا الحاجة أنا براني ماعارف منين نجيكم كثر عليا زين و أنا نتلــف “. فأجابت ضاحكة  ” لي تلف يشد لأرض.عرفتي اش دير دور معايا و نوريك.

فما كان مني إلا أن مددت يدي لمحفظتي و أعطيتها 20 درهم فنادت لي على فتاة سنعطيها اسم “وصال” . كانت هي مرشدتي و دليلي لبيت إحدى القوادات في السوق القديم. ينادونها هي كذلك “بالحاجة قالت لي اش حب الخاطر اسيدي” فاجبتها خائفا ان ينفضح امري على انني صحفي يريد فقط معلومات عن هذا العمل الذي اضحى اكثر انتشارا وفعلا قلت لها ما هي الاثمنة. 

فأجابت إحدى البنات ” هههه جاي هنا و معارفش التمن 1500 درهم احبيبي “. أمام  استغراب بنات جلدتها اللواتي استغربن لهذا الثمن الذي لم يسبق لهن أن حلمن أن يتاقاضينه. أكملت حديثها لي “غير كنضحك معاك أزين  100 درهم . فيها فلوسنا و فلوس الحاجة”.

هنا كان لابد ليا أن أبحث عن حجة كي أنصرف من المكان ..فتظاهرت أن الهاتف قد رن وانني ساخرج لأجيب و أدعي أن أحد أصدقائي أتى من مدينة اخرى ليزورني و أني سوف أذهب للمحطة و  أتي به هو أيضا يشبع غريزته. و قد طلبت المرشدة مني ” واش ضيعنا معاك الحجرة فابور أرا شي حاجة تا تجي”. و فعلا أعطيتها 30 درهم و قلت لها ” هادي مني ليك شري حليوات لدريات بين ما رجعت أنا و صاحبي”. وحمدت الله أني خرجت من بيتهم سالما.

وقال لي الشاب الذي التقيته في الاول انه اصبح يعاني من الحي خاصة وانه عندما يكون رفقة ابيه ويمر من امام هذه المنازل تقول له احدى الفتيات التي تكون واقفة امام منزل المعد للدعارة “تعالوا دخلوا ما يكون غير خطركم” كما تتوفر الجريدة على فيديو يوضح ما قاله لي من داخل السوق القديم.

وزاد قائلا على ان الشرطة بالجديدة قد اغلقت خمس منازل بالسوق لكن بقي لهم الا القليل منهم في انتظار اغلاقها وتنقية الحي منها وسئلته عن الفئة التي تزور هذه الاماكن لا سيما انه ابن المنطقة ويشاهد يوميا نفس السيناريو يتكرر قال لي ان الفئة تكون دئما من المراهقين في سن 17 سنة من عمرهم اما الرجال فيكونون من الطبقة الضعيفة بحيث يبدا العمل منذ الصباح الى ساعات متاخرة من الليل.

من يشتغل في هذه المهن

حاولت  تجاذب أطراف الحديث مع عدة فتيات، فاكتشفت ان احدهن أم لطفل صغير لا يتعدى عمره سنة ونصف السنة، كانت تشتغل كخادمة في وقت سابق عند أناس في فيلا بحي بورغون بالدار البيضاء. وقالت لي بدون تحفظ، بعد أن تأكدت بأنني مجرد زبون  لا غير.

أي لست شخص يريد الإيقاع بها ، واكملت ان “العساس ديال الفيلا كنت كنبغيه وحملت منو.. ومنين بدات كرشي كتكبر جراو عليا مالين الفيلا… والعساس بعد أن أيقن بأنني لن أقوم بإجهاض الجنين هرب وغادر المكان”، موضحة أنها التجأت إلى مجال الدعارة واتت الى مدينة الجديدة على اساس انها مدينة صغيرة وتسطيع ان تتعرف الى عدد كبير من الزبائن، مكرهة وليس عن اقتناع كامل، فلا أحد حسب قولها رغب في أن يشغلها وابنها الصغير مازل كـ”يرضع البزولة”، موضحة أنها تود أن تتوب بمجرد أن تجد “شي ولد الناس اللي يسترها”، وينقذها من مستنقع الدعارة.

ما هي الحلول المقترحة من اجل القضاء على هذه الظاهرة

في تحقيقنا وجدنا ان المطلقات والارامل، هم من يمتهنون هذه المهن في الدرجة الاولى ،لكن السلطات الامنية عندما تلقي القبض على هذه الفئة تقوم بتقديمها للعدالة بحيث تكون مدة العقاب اشهر قليلة، وعند الخروج تعود حليمة الى عادتها القديمة اي الى بيوت الدعارة والليالي الحمراء فمن وجهة نظري، يجب على المسؤولين ايجاد حلول غير هذه اي توفير مهن شريفة فالفتاة التي التقيناها بالصدفة كانت متفائلة وقالت أنها تود أن تتوب بمجرد أن تجد، “شي ولد الناس اللي يسترها”، وينقذها من مستنقع الدعارة.

تقديم الدعم الكبير للشباب الراغبين بالزواج فالشباب كذلك مسؤولين، عن هذه الافة ويجب ان تكون حملات تحسيسة على طول السنة من اجل محاربة هذه الظاهرة التي تهدد صحة وسلامة الافراد وليست حملات موسمية، عند اقتراب اليوم العالمي للسيدا “يخرج الطبالة والغياطة باش ايبانوا في التلفازة” على انهم يقومون بدورهم على اكمل وجه.

فتح عيادات الطب النفسي وتقديم الدعم المعنوي والاجتماعي، لممتهني الدعارة وتتبع حالتهم النفسية واعادة ادماج القاصرات من خلال ادخالهم الى ورشات عمل مثل الخياطة الى غير ذلك.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي