اخبار محلية

استغل رغبتها في الارتباط واستولى على 10 ملايين كانت في حسابها البنكي بالجديدة

عبد الله غيتومي

دأب محمد على الظهور بشوارع الجديدة ومختلف الأماكن التي تؤوي علية القوم وأكابرهم بلباس فخم عادة لا يحيد عن بذلة رسمية داكنة اللون بربطة عنق، تولد الانطباع أنه عائد لتوه من اجتماع مهم، كان هذا حاله عندما ينزوي في مكان ما لوحده في انتظار فريسة من الجنس اللطيف، يرمقها بعينيه قبل أن ينومها بنظراته كما يفعل «أصحاب السماوي»، يفاتحها في إمكانية الترخيص له باقتسام طاولة الجلوس، وهي حتما لن تمانع إطلاقا لما يمتلكه من حلاوة اللسان وسهولة السيطرة على محاوره، تلك ملكة حتما ليست في متناول الجميع. يجلس محمد إلى جانب فريسته ملوحا في كل مرة بيديه ليظهر أصابعه خالية من خاتم الزواج، هو «الميساج « الأول الذي يدغدغ به عواطفها ويجعلها تميل إليه معتقدة أنه فارس الأحلام المنشود الذي كثيرا ما انتظرته على أحر من الجمر .

عندما تطمئن إليه جليسته ويتأكد من عنوستها، لا يتردد إطلاقا في مصارحتها أنه يعتلي رتبة على قدر رفيع في سلك الوظيفة العمومية، وأن دخله محترم قبل أن يدس يده في جيبه ويخرج «ماصو» من الأوراق النقدية الزرقاء بقصد تسديد فاتورة العشاء. ينهي محمد لقاءه الأول مع ضحيته بعد أن نجح في أن يسرب إلى أعماقها حلم الزواج بها ضاربا معها موعدا للقاء ثان لمزيد من التعرف وتوطيد العلاقة .

تعددت لقاءاته بها وكان دائما يبدو سخيا معها موهما إياها بأنه ليس في حاجة إليها ولن يكون كذلك في يوم من الأيام .كسب محمد ثقة «خطيبته المفترضة « بل ثقة عائلتها وأصبح كما لو أنه فرد من أفرادها. بل أضحى يحظى باحترام الجميع ومع مرور الأيام تأكد بأن خطيبته تمتلك رصيدا بنكيا هاما راكمته من أجرها الشهري الذي لم تكن تمسسه لثراء والدها .

لم يكن محمد يمتلك سيارة ترفع من قدره في أعين أقرباء العائلة والجيران، عندما أسر للخطيبة أنه ينتظر تعويضا كبيرا عن ترقية في سلم الوظيفة وأنه يخطط لاقتناء سيارة، بسرعة طلب منها أن تقرضه مبلغ 10 ملايين سنتيم لإكمال ثمن السيارة الجديدة على أن يرده لها متى توصل ب»الرابيل».

لم تتردد الخطيبة في تلبية رغبة الحبيب، لما ضربت موعدا معه في الغد أمام وكالة بنكية تقع بشارع سياحي بالجديدة، وكما اتفق سحبت الخطيبة المبلغ وسلمته لمحمد الذي بدا مسرورا، تصافحا بعد أن أكد لها أنه ذاهب إلى الدارالبيضاء لاقتناء السيارة الجديدة وأنه سيعود بعد يومين .

ودعته بحرارة متمنية له السلامة ثم قفلت راجعة تمني النفس بسيارة تباهي بها الأهل والأقارب انقطعت أخباره فلم يكن هناك بد من أن تصارح والدها بالمستور. عندئذ طلب منها أن تمكنه من صورة له على هاتفها المحمول وقصد أقرب مقهى كان يتردد عليه محمد، لما عرض صورته على أكثر من شخص تواترت شهاداتهم عليه، بأنه نصاب معروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي