مجتمع

خاطرة مؤثرة للأستاذة “عائشة شاهدي” زميلة المرحوم الأستاذ نور الدين الفايزي بمحكمة الإستئناف بالجديدة

الجديدة إكسبريس


بطاقة تعزية بقلم الأستاذة عائشة شاهدي


أخي و زميلي الغالي الأستاذ نور الدين الفايزي، كان يوما عصيبا، ذلك اليوم الذي تلقينا فيه خبر وفاتك، و أصعب منه ذلك اليوم الذي حملت فيه على متن سيارة نقل الأموات.
كنت أحسب أنك ستعود و تمزق الكفن و توقف السيارة وتفض الجموع وتنهي المسرحية بمشهد الواقف الممثل البارع لكن لم تفعل وغمرني اليأس الكبير لما رأيتهم يلحدونك في القبر و ينثرون عليك التراب.

في تلك الأثناء تيقنت أنك لن تعود أبدا و لن نسمع صوتك ولن نرى مشيتك المتباطئة و لن نرى لك خيالا داخل قاعة الجنايات. الكل أظلم يا أخي وتمزقت الأفئدة لفقدانك وعلمنا أخيرا أنك لا ولن تستطيع تمثيل العودة، فوداعا أيها المتواري، وداعا أيها الشهم الذي كنت لا تهاب أحدا غير الخالق الذي عبدته حق عبادته وكرست وقتك كله باحثا عن لذة الإيمان.

لقد كان الإيمان يمشي في تصرفاتك بيننا فانت لم تغتب يوما أحدا منا ولم تسخر من ضعيف ولم تشمت في مبتلى.
كانت ابتسامتك عنوانا لكيانك. آه أيها الموت المفزع، آه منك، لم أدميت قلوبنا ولم حرمتنا من الغالي علينا؟
آسفة عن القول لأن المشيئة الربانية أرادت ذلك.

من خاطرة الأستاذة عائشة شاهدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي