اخبار محلية

بعدما كانت تتجاوز أرباحها 10 ملايين سنتيم شهريا.. نهاية “ضسارة” مقاهي الشيشة بسيدي بوزيد بإقليم الجديدة

حمزة رويجع

القرارات العاملية لمؤسسة عامل اقليم الجديدة، تجد طريقها نحو التنزيل بكل صرامة، حيث اصدر رئيس جماعة مولاي عبدالله قرارات أولية لتوقيف ستة مقاهي للشيشة بمنتجع سيدي بوزيد، حيث أشرفت السلطة المحلية على تنزيلها وتفعيلها الميداني.

هذه المقاهي التي شكلت الاستثناء على الصعيد الوطني، وحضي أربابها بإستقبال من مؤسسة العامل، خلال بداية الحجر الصحي قبل سنتين، من اجل المواكبة في تغيير النشاط والملائمة مع القوانين الجاري بها العمل، لكن ظلت تغرد خارج السرب، معتقدين انهم الحاكمون بأمر الآلهة، ضاربين بعرض الحائط مختلف التحذيرات سواء تلك المتعلقة بصحة وسلامة المواطنين من انتشار الوباء او الاضرار التنفسية المرتبطة بالنرجيلة.

لقد اغتنى ارباب مقاهي الشيشة بسيدي بوزيد، فالنرجيلة الواحدة تتراوح قيمتها مابين 50 درهم و150درهم، و اقل ما يباع في اليوم 100 نرجيلة من مختلف الانواع (النعناع، المسكة، الحب…)، لتتجاوز ارباح البعض 10 ملايين سنتيم شهريا، برقم معاملات سنوي يتجاوز مليوني درهم. فلا عجب ان يسعى كثيرون لكراء فيلات تصل حتى 5 مليون شهريا فهي تجارة مربحة ومضمونة.

لقد اخطأ اصحاب مقاهي الشيشة بعدم استغلال الفرص المتاحة امامهم في ظل وضعية اقتصادية وطنية تسير نحو الازمة، خاصة مع تداعيات قلة التساقطات المطرية واثار الجائحة الصحية، دون اغفال اثر الحرب الروسية الاوكرانية على السوق العالمية للمحروقات.

اصحاب مقاهي الشيشة اتيحت لهم فرصة لتراكم الثروة وترويج حسابتهم البنكية مع الاستفادة من برنامج انطلاقة، لتسهيل ولوجهم الى عالم المقاولة والاعمال القانونية، لكن مع من نتكلم امام محدودي الفكر في “الجمر” و”المعسل”.

سبق وان قلنا ان مع تعيين القائد الجديد لمركز الدرك الملكي سيدي بوزيد انه “ممعاهش اللعب”، وان المسؤول الامني الجديد لايعرف سوى لغة سمو القانون وتنزيله، لكن “غرارين عايشة” كان ظنهم خاطئ عبر السعي الى التقرب إليه والبحث عن اصدقاءه واحواله بمنطقة الزمامرة التي سبق ان اشتغل فيها، واستطاع ان يستتب فيها الامن رغم انها من المناطق ذات صعوبة ديموغرافية وسوسيولوجية معقدة.

ان رياح التغيير الحاصلة بمنتجع سيدي بوزيد هي ليست عابرة كما يعتقد البعض، فجنون العظمة الذي اصيب به اهل ارباب مقاهي الشيشة ومراكمة الاموال الطائلة التي لا يحلوا للبعض فيهم سوى ان يرميها أثناء الليل مع موسيقى “الواي الواي” وحلاوة “الكأس الغدار”، كان الأجدر هو الاستعداد لمثل هذا اليوم، الذي لا يجد الوسطاء سبيلا لقضاء حاجتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي