مجتمع

مركــز نــــــور للترويـــــض الطبـــــي والتأهيــــل فـي بوسكـــــورة.. مشروع اجتماعي بأهداف ربحية تحت شعار مزيف

بقلم عبد الواحد الطالبي –

هذا التقرير الإخباري الذي تنشره الجريدة في حلقات هو خلاصة سريعة لمعاينة شخصية على مدى أسابيع في تجربة مرت من مواقف كثيرة لم تخل من عنث ووعثاء في التواصل وفي تقييم الخدمات وتقدير التكاليف وإعداد الفواتير وترتيب الأداءات… ولا يتغي التقرير النيل من أي طرف على أي مستوى يتحمل مسؤولية في مركز نور الاستشفائي للترويض الطبي والتأهيل في بوسكورة…

المركز الاستشفائي نور في بوسكورة أحد المؤسسات وأقدمها في المغرب التي تقدم خدمات الترويض الطبي والتأهيل بالعيادة وبالإيواء، تسيره إدارة تحت إشراف ووصاية الودادية المغربية للمعاقين وهي جمعية ذات نفع عام، أنشئ بأهداف استشفائية وعلاجية واجتماعية- إنسانية وما فتئ أن غير جلده وأصبح مشروعا استثماريا ريعيا بأهداف ربحية لخدمات رديئة.

مركز نور عربة انفصلت عن القاطرة التي يقودها جلالة الملك

يعيش مركز نور للترويض الطبي والتأهيل في بوسكورة على ماضي إنجازاته المشهودة التي أضاءت طريق الأمل أمام آلاف المعاقين الذين بعد العجز والشلل وفقدان الحركة، فقأ اليأس عيونهم وادلهمت الحياة قبالتهم وأظلمت ثم استعادوا الحركة فتلألأت العيون ببريق النور الذي حمل المركز لفظه عنوانا له.

وما يزال مشهد عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس وهو يدشن المركز ويفتتح خدماته، ماثلا أمام ملايين المغاربة المؤمنين أن المشاريع الناجحة في المغرب هي تلك التي تسبق إليها خطوات ملك البلاد والتي لا تحظى لا بزيارته ولا برعايته أو عنايته في البناء والتشييد أو التدشين والافتتاح سوى عندما تكون في ركب التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية التي تحظى لدى جلالته بالأولوية والاهتمام وتكون محط المتابعة من لدن المقربين عنده من المستشارين ومن المحيط الملكي.

غير أن واقع مركز نور للترويض الطبي والتأهيل، انفصل عن ركب القاطرة التي يقودها جلالة الملك في العهد الجديد الذي نادى فيه بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبالنموذج التنموي الجديد وأحدث ضمن حكومته الأخيرة وزارة للصحة اسند إليها مهام واختصاص الحماية الاجتماعية كما جعل صناديق منظمات الاحتياط الاجتماعي تحت وصاية وزارة المالية.

مركز له ماض مجيد يشفع لحاضره 

مركز نور في بوسكورة اليوم، تقادمت تجهيزاته وآليات العمل والاشتغال فيه، فالأسرَّة متآكلة والأدوات متهالكة والإدارة تشكو من فقر الأدوات المكتبية وغرف الاستشفاء تفتقد لمقومات الإيواء الصحية والنزلاء فيها عرضة للبعوض ولكل الحشرات التي تقتات من دمائهم الممددة على أفرشة غير صالحة وتحت أغطية لا يوفرها المركز لنزلائه على غرار مراكز الاستشفاء الخصوصية والعمومية على حد سواء.

في المركز يطالب المعاقون النزلاء للاستشفاء باستقدام الأغطية والأفرشة الخاصة بتدوير الهواء أو الماء بواسطة الكهرباء وإلا يؤجرها المركز للنزلاء بالمقابل الذي تحدد الإدارة تسعيرته بوجيبة غير خاضعة للتعويض من طرف صناديق منظمات الاحتياط الاجتماعي…

والنزلاء مطالبون أيضا بتوفير كل ما يلزم لطرد البعوض من غرف النوم المشيدة على محيط حديقة المركز بشرفات زجاجية مطلة تفتح نهارا وتغلق ليلا بعدما يكون البعوض و”الناموس” استنفر مقومات الهجوم على جلود الرقود بلا حول ولا قوة على الحك وطرد كل حشرة تتعيش مساء كل يوم من دماء أجساد تصبح خرائط أثر العض والمص من كل ذات جناح طائر.

إن ما يشفع لمركز نور الاستشفائي في حاضره أنه هو في بلادنا بذرة جنسه، وأن ماضيه المجيد ما يزال تاريخا نقيا يتنفس من رئته هذا الحاضر ويقتات من فتات مجده ويتعيش على فضلاته…

أما حاضر المركز فواقع تحت الوطء من سوء التسيير والتدبير المتحجج بغياب الدعم ومن جائحة كورونا ومن الغلاء وما ذلك في غالب الظن سوى من فقدان المبادرات الخلاقة في إطار شراكات منتجة مثمرة ذات بعد إنساني -اجتماعي تضامني.

(يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي