اخبار محلية

“امرأة وكادة”.. المديرة الجديدة للمستشفى الإقليمي محمد الخامس تعيد للمستشفى هيبته بإفتتاح مجموعة من المرافق التي ظلت مغلقة لسنين

الجديدة إكسبريس

رصدت صحيفة “الجديدة إكسبريس”، بشكل مفاجئ خلال الأسبوع الجاري، المديرة الجديدة التي تم تعيينها قبل أسبوع من طرف وزير الصحة والحماية الإجتماعية السيد “خالد آيت طالب”، في مهام مديرة بالنيابة للمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بمندوبية وزارة الصحة والحماية الإجتماعية بإقليم الجديدة، وهي تقوم بجولة داخل المستشفى للإطلاع على كل تفاصيله بمعية مجموعة من الأطر العاملة بالمستشفى.

وخلال جولتها وقفت السيدة المديرة “نور الهدى التمير”، على مجموعة من المرافق من بينها مستعجلات مستشفى محمد الخامس رفقة مجموعة من المسؤولين لإحصاء الخسائر المادية التي طالت عدد من الأبواب و النوافذ الزجاجية المكسرة، والتي لازالت تظهر عليها آثار مقابض اليد بعد لكمها، وأخرى فقدت زجاجها بشكل كلي، و التي تعتبر بمثابة دليل على غضب المرافقين للمرضى بعد عدم استفادتهم من الرعاية الصحية اللازمة الشيئ الذي يولد الانفجار، مما دفع بالمديرة الجديدة إلى إحصاء عدد العاملين في المستعجلات وكتابة حاجياتهم المتعلقة بالأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية من أجل توفيرها بالشكل المطلوب حتى يتمكنوا من القيام بعملهم على أكمل وجه، كما أصرت على تطبيق نظام الخط الأحمر الخاص بالحالات الجد الخطيرة التي تسهل الولوج السريع لقاعات الفحص وغرف الإنعاش والخط الأخضر بالنسبة للحالات الطفيفة مع وضع مساعدين أمام باب المستعجلات لنقل المرضى بالكراسي المتحركة فور وصولهم عبر سيارات الإسعاف، كما تم إعادة افتتاح وحدة علاج الصدمات الخاصة لإنقاذ المرضى الذين يتواجدون في وضعية خطيرة، إضافة إلى فتح قاعات الانتظار في وجه المرافقين للمرضى بعدما كانت مغلقة لمدة طويلة، حيث خلف إغلاقها جلوس عائلات المرضى ونومهم خلال الليل أمام باب المستعجلات و جناح الولادة في مشهد إنساني صعب.

و واصلت المديرة جولتها داخل المستشفى، ووقفت بشكل مفاجئ على تدبير المطبخ، حيث لاحضت بعض الأغراض الخاصة بالعاملات داخله، موضوعة بشكل غير قانوني لتطلب منهم إزالتها، وبخصوص نظافة المطبخ طلبت المديرة من العاملات الإسراع في تنظيف المكان بعد ملاحظتها لكمية كبيرة من الأوساخ واضحة على الأواني والأفرنة، وأن “تقليد” المرضى يبقى عليهم و أنها ستواصل زيارتها للمطبخ بشكل مفاجئ ومتكرر حتى تقف على مدى احترام الشروط الصحية فيما يتعلق بالأكل.

وتفاجأت المديرة بوجود مستشفى النهار مغلق ومتوقف الخدمات، بسبب النقص الكبير في الموارد البشرية وأكدت على ضرورة افتتاحه وتشغيله نظرا لاحتوائه على أجهزة طبية مهمة وأهمية الخدمات التي يقدمها هذا الجناح الصحي، كما يتوفر على مجموعة من التخصصات الطبية التي يعرف منها المواطن الجديدي إلا الإسم و”الدوا الحمر” وقاعة الولادة، وكأن سكان إقليم الجديدة أرانب لا يعرفون إلا التوالد، وأن مجموعة من الأجهزة الطبية المتطورة لا يتم استغلالها نظرا لمشاكل في الصيانة مع الشركات المتعاقدين معها حتى يستفيد المريض الجديدي منها.

وبخصوص مستودع الأموات، والذي سبق وأن طالبت مجموعة من الفعاليات الحقوقية الجهات المختصة لإيجاد حلول للرائحة الكريهة التي يمكن لأي زائر أن يشمها بمجرد دخوله من باب المستشفى، جراء العطب الذي يصيب ثلاجات حفظ الجثث بشكل متكرر في الكهرباء، حيث استمعت المديرة إلى بعض العاملين به وأخدت شكاياتهم، لتتصل في الحين بأحد التقنيين لمطالبته بالحضور الذي اخذ معه في أول مجيئ الجهاز الخاص برافعة الجثث من أجل إصلاحه حتى يتمكنوا العاملين من استعمال جميع الثلاجات وعدم الاقتصار على الثلاجات الموجودة في الأسفل فقط، وعالجت مشكل التيار الكهربائي الذي ينقطع جراء الضغط المرتفع داخل مستودع الأموات.

ولم تقتصر الزيارة على هذا الحد فقط، بل دخلت المديرة إلى الفضاء الخاص بتصبين الغسيل، و وقفت على مدى احترام العاملين به لشروط النظافة، و حسن تدبيرهم لمواد التنظيف الموضوعة رهن اشارتهم وكذا اشتغال آلات التصبين التي يعملون بها، ليتضح أن جلها لا يعمل، لتقوم المديرة بتدوين ملاحظاتها في هذا الشأن واستدعاء الشركة الحاصلة على الصفقة مع إعطائها مهلة شهر لتسوية هذه الوضعية وإلا ستقوم بإلغاء التعامل مع الشركة، كما هو الشأن بالنسبة لشركة صيانة المصاعد التي أصبحت مهددة بفسخ العقد الذي يجمعها مع المستشفى.

ولأول مرة أخرجت “نور الهدى التمير” المديرة الجديدة، سيارة الإسعاف “سامور”، وهي مصلحة متنقلة للمستعجلات والإنعاش، والتي كانت مركونة لمدة طويلة خلف المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث شاهد اليوم المواطنين سيارة الإسعاف “سامور” وهي تجوب المستشفى في إطار تجريبها بعدما تم إصلاحها وغسلها في أفق استغلالها في نقل الحالات الخطيرة.

ويبدو أن السيدة المديرة “نور الهدى التمير”، ينتظرها امتحان صعب لإعادة الكرامة لساكنة دكالة الذين أصبحوا يخافون الدخول إلى المستشفى الإقليمي بفعل تداخل بعض الوبيات الخطيرة والتي أصبحت بمثابة شبكة منظمة تستغل لسنين مضت المستشفى الذي لا يخرج منه إلا “مرضي الوالدين او باك صاحبي”، أما الفقير الذي له الله سبحانه، فيخرج منه ” يا معطوب يا ميت”، وختمت المديرة جولتها بكلمة للأطر الطبية، أنها ستبقى في المستشفى ولو على حساب نومها بجانب المرضى حتى يعود البريق لهذه البناية الصحية الضخمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي