اخبار محلية

“يأخد الذهب من المدمنين مقابل المال”.. المصلحة الجهوية القضائية للدرك الملكي بالجديدة تتمكن من توقيف أحد أكبر مروجي مخدر الكوكايين والبوفا بسيدي بوزيد

الجديدة إكسبريس

في اطار المجهودات المبذولة في محاربة الاتجار في المخدرات بشتى أنواعها، تمكنت المصلحة الجهوية القضائية للدرك الملكي بالجديدة، أخيراً على إثر معلومات دقيقة، من توقيف شخصا على مستوى مركز سيدي بوزيد بتراب جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، كان يشكل موضوع عدة مذكرات بحث على الصعيد الوطني لتورطه في قضايا تتعلق بترويج “الكوكايين والبوفا”، و أسفرت عملية التفتيش المنجزة بداخل منزل كان يسكنه المتهم بحي النجد بوسط مدينة الجديدة، عن حجز كمية مهمة من الحلي الذهبية، بالإضافة إلى مبلغ مالي يشتبه بكونه من متحصلات هذا النشاط الإجرامي، فيما تم حجز سيارة رباعية الدفع تعود ملكيتها لأحد الأشخاص المبحوث عنهم في قضايا التهريب الدولي للمخدرات.

وحسب ذات المصادر لصحيفة “الجديدة إكسبريس”، فإن الذهب الذي جرى حجزه، يعود لمجموعة من المدمنين على تعاطي مخدر “الكوكايين”، حيث يتم تسليمه للمروج كرهينة مقابل تزويدهم بكمية من الكوكايين لإستهلاكه، وفي حالة عدم تسديد ما بذمتهم من مال، يكون المتهم قد استولى على الحلي الذهبية كمقابل الكمية التي قدمها للمدمنين الذي كان اغلبهم من الفتيات، مما تسبب في الاطاحة به عبر كمين محكم لرجال المصلحة الجهوية القضائية للدرك الملكي بالجديدة بعد أيام من تعقب أثره وجمع معطيات دقيقة حول طبيعة نشاطه، وهو ما انتهى بتوقيفه بكل احترافية بوسط مركز سيدي بوزيد.

واحتفظت مصالح الدرك الملكي بالموقوف الذي سبق وأن تم الاستماع اليه في وقت سابق من طرف الفرقة الوطنية في نفس الموضوع، رهن تدبير الحراسة النظرية لفائدة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، ليتم تقديمه أمام العدالة من أجل المنسوب إليه حيث تقرر إيداعه السجن المحلي، فيما تواصل عناصر المصلحة الجهوية القضائية التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، أبحاثها للكشف عن جميع الأشخاص المشتبه ارتباطهم بالقضية.

وتجدر الإشارة إلى أن مخدر “البوفا”، الذي كان يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينات، والذي وصل في يومنا هذا إلى إقليم الجديدة، و ضحاياه مدمنين استثنائيون، لأنه في إطار الرّغبة في تجربة مخدّرات جديدة، التي تحضر عند معظمهم، حيث يُدخلون أنفسهم في نفق يصعب الخروج منه، وأن الإدمان عليه ليس سلوكا روتينيا فقط، بل هو تدميرٌ منهجي وصارم للبنية العصبية للإنسان”. ويتكون “البوفا”، وفق بحث أجرته الجديدة إكسبريس، من فتات الكوكايين أو البقايا التي لا قيمة لها، وهو ما نصطلح عليه في لغتنا اليوميّة بـ”الديشي”، حيث يتم خلطه مع مادة نرفض ذكر اسمها لتفادي إمكانية تجريب الوصفة من طرف بعض المتهورين، إضافة إلى حبوب مخدرة أخرى لن نذكر طبيعتها لنفس الاعتبار.

ويتم وضع هذه المكونات داخل قنينة ماء بلاستيكية صغيرة، ويوضع في القنينة إما مشروب “ماحيا” المحلي أو الماء الصالح للشّرب أو أي شكل من الكحول، ثمّ توضع في القنينة ثقوب صغيرة ويدخل فيها قلم جاف فارغ، ويتم استهلاكه عن طريق الاستنشاق مثل “الشيشة”.مجرّد ما يرتشفُ منها، يتجه المخدر نحو هرمون الدوبامين مباشرة، وقد يضيف المستهلكُ، وفق ما سمعناه، مخدرات أخرى تمكنه من النوم، لأنه قد يبقى مستيقظا دون قدرة على النوم، فهذا المنتوج يشكل خطورة كبيرة على أعصاب المستهلك.

وحسب خبير في المجال فأنّ “الشّاب الذي يستهلك “البوفا” يفقد قدراته على التّمييز والتّفكير، لذلك تراه يحاول إمّا الانتحار، أو يسكنه الإحساس برغبة كبيرة في إيذاء الذّات أو الآخرين. و تتولّد لديهم رغبة كبيرة للقتل، ولو كان لأحد المستهلكين خلافٌ مع شخص آخر، فبمجرّد تناول مخدر “البوفا” قد يبدو للمستهلك أن ينتقم من الشّخص المعنيّ. لهذا، نحن في حاجة ماسة وعاجلة إلى استراتيجية أقوى لمقاومة السلوكات الإدمانيّة، ومحاصرتها أمنياً و اجتماعياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي