رياضة

الدفاع الحسني خنجر في قلب الجديدي

محمد ابو خصيب

لا يكون حظك من الصواب والمعرفة التامة بموضوع ما إلا نسبيا ويحتمل عدد من القراءات، هذا التوجه أو المعطى الفهمي لواقع الدفاع الحسني الجديدي يظهر بشكل معكوس، لكون الزمن وتوالي الأحداث الظاهرة للعيان تكشف عن الوجه المسلم والحتمي لواقع هذا الكيان الرياضي الذي صار يصارع من أجل البقاء والحفاظ على ما تبقى من ماء وجهه الذي تلطخ في الوحل وكأن دار لقمان تأبى أن تغير من حالها.

الصوت المزعج والناشز في هذه الأسطوانة التي لاحت بنعائها قبل سنوات تحصد اليوم “زقومه” بألم شديد، هو كون عشاق هذا النادي كتب عليهم قدر العيش في عالم الأعصاب والتوتر المتواصل، والغرق في بحر من النكسات المتتالية بدون وجود أي أفق للإصلاح، وكذا عدم وضوح خطة مستقبلية لإعادة الأمور إلى نصابها والدفع بالقافلة إلى الأمام.

قافلة الدفاع توقفت قبل سنوات ولم تراوح مكانها، بل زادت الطين بلة وصار الفريق يمني النفس فقط في عدم الاندحار ومجاورة رفاق الأمس بالأقسام الدنيا وعبر التاريخ لا مكان لها في هذه المنظومة وكل شيء يسير إلى قدر محتوم.

هذا النادي الذي يمثل هوية مدينة بأكملها، كان بالحري عليه أن يمثل أحد روافعها التنمية في المجال الرياضي والاقتصادي والتدبيري والسياحي..، أضحى خنجرا في قلبها، لا يساير التحول السريع الذي تشهده الرياضة العالمية والوطنية وكرة القدم بشكل خاص، غير مواكب كذلك للديناميكية المتسارعة التي تشهدها هذه المملكة الشريفة والتدبير الحكماتي الذي وضعته كأحد ثوابتها.

بكل صدق، تاريخ النادي رغم شح الألقاب، عشق هذه المدينة لا يرضى بالعودة إلى مكان سيعيده سنوات إلى الوراء، وسيكون أحد الأسباب لتراجعها تنمويا لكون الرياضة اليوم اقتصاد متكامل الأركان، وإن تحقق المراد وظل بين الكبار وهذا هو المرجو، وجب إزالة الداء ووضع خطة تغيير جذرية تدفع بمسار التاريخ وطموح أنصار النادي الى دائرة الواقعية ومنطق الكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي