“البريكولاج”.. مستشفى الجديدة بدون طبيب نفسي و”مرضى بويا عمر” مسجونون لثماني سنوات بمستشفى محمد الخامس
الجديدة إكسبريس
سنة 2015 بالضبط في تاريخ 29 يونيو، أعلنت وزارة الصحة في عهد حكومة بنكيران، في بلاغ رسمي لها، عن انتهاء عملية “بويا عمر” لإجلاء المرضى نفسيا الذين كانوا محتجزين بمحيط ضريح بويا عمر، بعد خضوعهم للفحوصات الطبية، مرحلة أولى لمبادرة “كرامة “، ستليها مرحلة ثانية تهدف إلى إعادة إدماج هؤلاء المرضى في المجتمع.
ومباشرة بعد الانتهاء من هذا “المشهد المؤثر” وتوزيع المرضى على المستشفيات المغربية، أطفأت الكاميرات أضواءها، وانسحب المصورون والمشاهدون، وكان لمدينة الجديدة نصيبها من المرضى النفسيين ومنذ ذلك الحين أي بعد مرور ثماني سنوات، بقي مرضى “بويا عمر” في جناح خاص بهم داخل المستشفى الإقليمي محمد الخامس القديم الذي تم تخصيصه لهذا الغرض، وهم الآن بدون طبيب نفسي رئيسي، بحيث يسير الجناح فقط بـ”البريكولاج”، يزوره طبيب المستعجلات مرة ويزوره زميله مرة أخرى، يسير بوصفات دواء تركته لهم الطبيبة المغادرة.
وفي زيارة لـ”الجديدة إكسبريس”، للجناح النفسي والعقلي، فإن عدد المرضى المتواجدين هم ثلاثون مريض، مشكلون من عشرون من “بويا عمر”، و منهم عشرة مرضى يخرجون إلى الشارع بمجرد أخذهم للدواء والاستراحة لأيام بالجناح العقلي، ويحل بمكانهم مرضى آخرين أغلبهم ممن يحدثون الفوضى ويهددون المواطنين بالشارع العام.
وبخصوص مرضى “بويا عمر” فقد تحول تحول جناح المرضى العقليين بالجديدةط إلى سجون بالنسبة إليهم، تمنوا معها أن يعودوا إلى وضعيتهم السابقة، حين كانوا يتمتعون في جنبات ضريح بويا عمر ببعض العطف والرعاية التي توفرها أسر تتكلف بذلك بمقابل مادي، أو مساعدات شهرية تتسلمها من الأسر، واليوم ورغم تحسن عدد منهم، إلا أن لا أحد من المسؤولين ربما أصبح يتذكر بوجودهم هنا، وأن مكانهم قد يجنب ساكنة وزوار مدينة الجديدة من عدوان عدد من المختلين الذين يروعون المدينة وتجد معهم السلطات المحلية والأمنية صعوبة كبيرة في إيجاد حل لهم في ظل عدم وجود مكان شاغر لهم بمستشفى الجديدة.
وهي الحالة التي عاينتها “الجديدة إكسبريس”، بعدما حاول أخ إدخال اخته المريضة للمستشفى بعدما حاولت قتل أمها أكثر من مرة لولا الألطاف الإلهية، وهو ما قوبل بالرفض بداعي عدم توفر سرير لها، وبعد عدة تدخلات من السلطات المحلية والصحية، تم إيجاد مكان بصعوبة كبيرة وذلك بعد إخراج مريضة أخرى ونقلها إلى مركز إيواء المشردين بالجديدة، وتلك حكاية أخرى سنتطرق لها قريبا…