اخبار محلية

عيب واضح بتمثال فرس بوسط مدارة بالجديدة يستفز مشاعر المواطنين

في ساحة عمومية على الطريق المؤدي من الجديدة إلى الجرف الأصفر، وتحديدا وسط مدارة تبعد ببضعة أمتار عن الملحقة الإدارية الرابعة، ينتصب تمثالا فرسين، أحدهما قبالة الآخر، واقفان على قوائمهما الخلفية، في منظر جمالي غير معهود. فمشهد الفرس، رمز الفروسية والتبوريدة في دكالة، بات يؤثث المدارات على أهم شارع في عاصمة دكالة، عند ملتقيات الطرق المتفرعة عنه.


هذا، وبالرجوع إلى المدارة الكائنة بمحاذاة المقاطعة الحضرية الرابعة، فإن عبقرية مصممها تذفقت بحسه الفني الرهيف، خلقا وإبداعا. لكن شيئا ما حصل عرضيا، لم يكن بالحسبان، ولم يستحضر القائمون على الشأن العام والسلطات المختصة، حجم الضرر الذي ألحقه. حيث إن مجرد انحراف عمود خشبي أو حديدي من تحت أحد الفرسين، أعطى نتائج عكسية، تتناقض جمالية منظر هذه التحفة “الفريدة”. فمن حسن فني وجمالي، أصبح مشهد الفرسين يوحي بأشياء مسيئة للأخلاق. وهذا ما يمكن لمستعملي الطريق المؤدية جنوبا من الجديدة إلى الجرف الأصفر، الوقوف عليه عن كثب، ومشاهدته بالعين المجردة، حتى على بعد أزيد من 100 متر، قدوما من حي السعادة في اتجاه وسط المدينة.


ووجه الاستغراب، فقد أخذت السلطات الإقليمية والمحلية، وعلى رأسها عامل إقليم الجديدة، علما بهذه اللوحة المشينة، التي أخذت تستفز مشاعر المواطنين. لكن لا أحد حرك ساكنا، وكأننا نعيش في دولة غربية وغريبة، لا مجال فيها للأخلاق وللقيم الدينية والروحية.. وليس في المغرب، بلد الإسلام والمسلمين والحشمة والحياء والأوساط المحافظة.
وبالمناسبة، فإن الألسن بدأت تتكلم بسوء وأحيانا بنكهة النكهة، على الفرسين، في المقاهي والأماكن العمومية وفي الشارع العام. كما أن مستعملي الطريق بمعية أسرهم، من الراجلين وسائقي العربات، باتوا يفضلون، تفاديا للشعور بالحرج والإحراج أمام فلذات أكبادها، شديدي الملاحظة والنظر الثاقب، المرور عبر شوارع وطرق أخرى، رغم صعوبة حركة السير فيها.


هذا، فإن حل المسألة “الأخلاقية” التي تسبب فيها “فرس دكالة” عن غير قصد، والذي أسيئ له فيها قبل أي كان، جد بسيط، ولا يتطلب صرف اعتماد مالي باهض من الميزانية العامة، على غرار مهرجانات “الشطيح والرديح”، أو إدراجها في جدول أعمال خاص أو دورات استثنائية. فالعملية غير معقدة وسريعة التنفيذ، وتكمن أساسا في استعمال منشار لحسك القطعة الحديدية أو الخشبية، سبب المشكل “الأخلاقي”، ولا تتطلب إلا 5 دقائق، لكي يسترد الفرسان ومعهما مدينة الجديدة، جماليتهم واعتبارهم، بعد أن ينمحي إلى غير رجعة، المنظر المستفز للمشاعر، سيما أن فصل الصيف والاصطياف أصبح على الأبواب، حيث تتضاعف ساكنة الجديدة ب3 أو 4 مرات.. حتى لا يصبح “فرس دكالة”، رمز الشهامة والنخوة والفروسية والتبوريدة، وصمة عار في جبين دكالة وأهلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي