مجتمع

مقهى الحسنية جزء من ذاكرة مدينة الجديدة

عبد الله غيتومي

قررت هذا اليوم أن أتناول فطورا بمقهى الحسنية ، لاشىء تغير بهذه المقهى سوى بعض الوجوه التي كانت تتردد على الحسنية ، لقيت ربها رحمة الله عليها ، ليستمر تاريخ هذا المكان الذي يعد جزءا من الذاكرة الموشومة للجديدة .

في البدء وقبل أن تمتلىء المدينة بهذا الكم الهائل من المقاهي بخمسة نجوم ، كانت الحسنية وكانت أخواتها مقهى فيخرة مقهى ولد اللاوية مقهى سوس مقهى تافيلالت مقهى خالي ابراهيم قرب المحطة مقهى كراج بوشريط.

الحسنية اسم نقش نفسه لدى الجديديين مع مرور الأيام ، كثيرون يتساءلون عن سر هذا الإسم ، أول من أطلق عليها هذا الإسم هو المعلم “حسن النجار ” الذي كان يمتلك محلا بشارع الحسن الثاني كان ذلك ذات يوم من سنة 1960 السنة التي فتحت فيها الحسنية أبوابها في وجه ساكنة المدينة.

واستمر المعلم حسن في تسييرها لمدة لم تتعد السنتين قبل أن يبيع سجلها التجاري ، لعميد الشرطة المدعو تاكناوت الذي كان يدير ثكنة تكوين البوليس “السيمي”ببناية الفوسفاط المجاورة لحريسة الخيول ، وكانت زوجته امرأة حديدية مسؤولة عن قسم مراقبة جودة ونظافة المقاهي والمحلات العامة .

نذكر ونحن صغارا أننا كنا نتردد على الحسنية لنتفرج على مباريات الفريق الوطني في شاشة تلفاز بالأبيض والأسود بدرهم واحد تتضمن مشروبا كان في الغالب “مونادا”من أنواع كوكا أو جيدور أو كروش أو لاسيكون أو فيري كود ، وفي المساء كانت الحسنية تجيد الحريرة ومأكولات شعبية أخرى ، وفي وقت لاحق كانت من المقاهي الأولى في الجديدة التي أدخلت “الكولف أزور “وتسجيلات أغان كنا نستمتع بها مقابل 20 سنتيم.

هكذا كنا وهكذا كانت الحسنية التي اشتهرت على الصعيد الوطني ، خاصة في الناظور وفي بركان وفي كل المنطقة الشرقية وفي مناطق كثيرة ، كانت الحسنية هي “بورصة الدلاح ببلادنا ” فهي ملتقى منتجي وبائعي الدلاح ومنتوجات فلاحية أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي