أحمد مصباح
والي الأمن نورالدين السنوني، “الأسطورة الحية”، الذي بصم مجال محاربة الجريمة، خلال مساره المهني المتألق. ما جعله يدخل التاريخ من بابه الواسع.
هذا، واتسمت المهام الإدارية والأمنية التي تقلدها المسؤول الأمني نور الدين السنوني، بطبيعتها الاستعلاماتية. فمساره المهني انطلق سنة 1987، تاريخ تخرجه من المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، برتبة عميد شرطة. اشتغل مساعدا أول لدى مصلحة الشرطة القضائية بالرباط. وتقلد بعد ذلك منصب رئيس أمن مطار الرباط-سلا، ثم رئيس الاستعلامات العامة بابن مسيك-سيدي عثمان بالدارالبيضاء، ورئيس الاستعلامات العامة بالمصلحة الولائية بالرباط، ورئيس المصلحة الإدارية الولائية بالرباط، قبل أن تعهد إليه الإدارة العامة مهمة خاصة في كندا. وقد تقلد كذلك منصب رئيس المصلحة الولائية للاستعلامات العامة بمراكش. كما شغل منصب نائب مدير الاستعلامات العامة لدى الإدارة العامة للأمن الوطني، ثم منصب مدير بالنيابة للاستعلامات العامة بالإدارة المركزية، قبل تعيينه، مطلع شهر شتنبر 2012، مسؤولا أول على رأس الأمن الإقليمي للجديدة.. وبعدها تم تعيينه في ال22 أبريل 2014، واليا على رأس ولاية أمن فاس. وبعد ذلك، قدم استقالته، ليستقر في كندا.
وقد مكنته طبيعة المهام والمناصب والمسؤوليات الرفيعة التي تقلدها، خلال مشواره المهني المتألق، من الاطلاع على ملفات حساسة، ارتبطت بقضايا الهجرة السرية، والإرهاب، والمخدرات، وتبييض الأموال، ومن العمل بتنسيق مع منظمات شرطية دولية، ضمنها “أنتربول”، والمكتب الفدرالي للتحقيقات الأمريكية “إف. بي. آي”.
وقد ترك المسؤول الأمني نورالدين السنوني، بصماته في جهة دكالة-عبدة، بنزاهته وجديته، وتفانيه في أداء الواجب، وبانفتاحه وتفتحه على فعاليات المجتمع المدني وعلى الصحافة، وعلى المتدخلين في الشأن الأمني، وكذا، بمكافحته جميع تجليات الجريمة، وبعدم تساهله مع الشرطيين المتهاونين، أو المقصرين في أداء الواجب المهني، أو الذين تحوم حولهم الشبهات.
لقد كان بحق نور الدين السنوني “الرجل المناسب في المكان المناسب”، الذي لم يخيب البتة الثقة التي وضعت فيه، والآمال التي عقدت عليه في ترجمة الاستراتيجية المديرية على أرض الواقع، وفي تكريس سياستها ونهجها المبنيين على الانفتاح على جميع المتدخلين في الشأن الأمني، باعتباره “إنتاجا مشتركا”، وكذا، في تخليق جهاز الأمن وفق المقاربة ثلاثية المحاور التي اعتمدتها المديرية العامة للأمن الوطني.
سلوكات السنوني وأخلاقه العالية و”يداه النظيفتان”، وجرأته غير المعهودة في تطهير الجسم الشرطي، وعزمه وحزمه الراسخان في التصدي للجريمة ول”المافيويين” ولجيوب مقاومة الإصلاح، وللوبيات الفساد، جعلته من المسؤولين الأمنيين الشرفاء … مسؤول شبيه إلى حد كبير بالجنرال ال”كاربنييري” الإيطالي (Dalla Chiesa)، الذي وهب حياته لمحاربة “المافيا”، التي عمدت، بعد إخفاقها في إغرائه وشرائه، إلى تصفيته في ال3 شتنبر 1982، ب”Palerme”، التي عين عليها واليا للأمن بتاريخ: فاتح ماي 1982 (100 يوم).
المسؤول الأمني نور الدين السنوني من مواليد سنة 1664، بالقصر الكبير، متزوج وله 3 أبناء. عمل والده في صفوف القوات المسلحة الملكية، برتبة كولونيل. تابع دراسته الإعدادية والثانوية بالثانوية العسكرية الملكية الأولى بالقنيطرة. حصل على إجازة في تسيير المقاولات، في بلجيكا، وعلى دبلوم الدراسات العليا في الإدارة العمومية، من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، من مونريال بكندا، وعلى دبلوم الماستر في تخصص الموارد البشرية، من المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير.
هذا، واعتبر معاد الجامعي، عامل إقليم الجديدة السابق، شهر أبريل 2014، خلال حفل تنصيب العميد الإقليمي عزيز بومهدي، رئيسا للأمن الإقليمي للجديدة، (اعتبر) نقل نورالدين السنوني إلى مدينة فاس، خسارة لمدينة الجديدة. هذه المدينة التي قال معاد الجامعي في الحفل الذي حضره مدير الشرطة القضائية، ومدير الموارد البشرية، ونائب المفتش العام لدى المديرية العامة للأمن الوطني، أنها ضمن المدن المغربية القلائل التي عرفت في عهد نورالدين السنوني، معدلات منخفضة للجريمة.
هذا، وبعد استقالته المثيرة من سلك المديرية العامة للأمن الوطني، يعود نورالدين السنوني، إلى عاصمة دكلة، التي أحبها بصدق، ليتقلد فيها، ابتداء من اليوم الأربعاء 6 دجنبر 2017، مركزا رفيع المستوى، بعد أن عينته “مديرا لأمن الموقع” المحطة الحرارية للجرف الأصفر، (JLEC) سابقا، وهي من كبريات الوحدات الإنتاجية للطاقة الكهربائية بأفريقيا.