اخبار محلية

20 سنة سجنا لمستخدم فوسفاطي تسبب في موت زوجته بالجديدة

عبد الله غيتومي

طوت غرفة الجنايات الابتدائية بالجديدة الثلاثاء الماضي، ملف قضية ما أضحى معروفا بصريعة الجن، وهي شابة لم تتجاوز 17 سنة تتحدر من الوليدية لفظت أنفاسها في حضن زوجها الموظف بالجرف الأصفر متأثرة بضربات قوية منه في محاولة منه لـ”إخراج” جن سكن ذاتها، وأضحى حسبه يسبب لها بين الفينة والأخرى نوبات حادة.

وبعد اقتناع المحكمة بالمنسوب إليه وأخذا بعين الاعتبار أنه عديم السوابق، متعته بظروف التخفيف وحكمت عليه بعشرين سنة سجنا، وعلى موظف الجماعة الحضرية الذي مكنه من رخصة دفن الضحية مقابل 200 درهم بثلاثة أشهر حبسا نافذا.

ومثل الزوج أمام هيأة الحكم صباح الثلاثاء الماضي بصك اتهام ثقيل من قاضي التحقيق لدى المحكمة نفسها، من ضمنه القتل العمد وارتكاب أفعال وحشية في حق الضحية، وخلص تقرير التشريح الطبي المنجز على ذمة البحث، إلى أن وفاة الضحية لم تكن طبيعية ، وإنما ناتجة عن خنق أنفاسها .

وحمل صك الإحالة من قاضي التحقيق، في بداية الجلسة وقبل أن تتم عملية تكييف الأفعال، الجاني تهما ثقيلة منصوصا عليها وعلى عقوبتها بعقوبة الإعدام في القانون الجنائي، ما جعله متلعثما في أجوبته على أسئلة هيأة الحكم.

وعلى خلفية ذلك، حاول الزوج إبعاد القصد الجنائي في قضية اعتبرها مجرد رقية شرعية، كان ينوي بها “إخراج” الجن من زوجته الصريعة، لكن المحكمة اعتبرت أقواله مردودا عليها، وأن الرقية الشرعية تتم بالقرآن وليس بالتعنيف وحبس أنفاس الناس حتى الموت.

وذكرته هيأة الحكم أنه قبل ثلاثة أشهر كانت الشرطة القضائية بالجديدة، أماطت في تحقيقها معه في وفاة زوجته القاصر المتحدرة من الوليدية، اللثام عن حقيقة وفاتها وأنه كان بصدد الترتيبات الأخيرة لدفنها، قبل أن تمتنع امرأة كانت بصدد تغسيلها وتجهيزها، عن ذلك، لما اكتشفت رضوضا على رأسها وأصرت على إخطار الأمن، وأنه قال للمغسلة “عافاك ستري ماستر الله”.

وكانت ملامح الزوج الملتحي، توحي بأنه على حق، لما كان يحدث المحققين بلوعة وأسى عن الزوجة الفقيدة، لكن استماعهم إلى والدي الضحية، اللذين أفادا بأن ابنتهما لم تكن أبدا تشكو الصرع أو بها مس من الجن، وهي تصريحات والدة الزوج نفسه، ما جعلهم يشددون الخناق على الزوج، الذي انهار معترفا بالحقيقة الصادمة، وصرح لهم بأن خلافا نشب بينهما وهما على فراش الزوجية، سيما وأن الزوجة كانت تمر من فترة العادة الشرعية، فتطور الخلاف إلى ضرب ثم خنق، كاشفا أنه اختلق قصة الرقية الشهرية من أجل التمويه على مسار البحث والتحقيق .

وبعد المداولة قضت في حقه بالعقوبة سالفة الذكر بعد أن متعته بظروف التخفيف، حين كيفت أفعاله من قتل عمدي وأعمال وحشية إلى الضرب والجرح المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي