تفكيك شبكة تروج الزئبق المزيف “حاولوا بيعه لضحية بالجديدة بالملايين على أنه نوع نادر يستعمل في استخراج الكنوز”
أحمد سكاب
أحال قاضي التحقيق بابتدائية الجديدة على الغرفة الجنحية التلبسية، أخيرا، أربعة متهمين في حالة اعتقال بعد متابعتهم بجنحة محاولة النصب.
وتم اعتقال الأظناء الأربعة من قبل قاضي التحقيق بعدما سبق لوكيل الملك أن أمر الدرك الملكي برفع الحراسة النظرية عنهم، مع التأكد من ضمانات الحضور وتعميق الأبحاث اللازمة.
وأشعرت عناصر الدرك الملكي بالقيادة الجهوية بالجديدة بمعلومة تفيد أن بعض الأشخاص المتحدرين من الجديدة يقومون بالنصب والاحتيال على ضحاياهم عبر بيعهم “الزئبق” بمحلات العطارة، بالملايين، وأنه نوع نادر يستخدم في استخراج الكنوز، وقطع معدنية بيضاء على أنها “البلاتين”.
وتوصلت عناصر الضابطة القضائية بإخبارية تفيد وجود شخص يتحدر من أولاد افرج، يخطط رفقة شركاء له للنصب على ضحية بعد إغرائه باقتناء مادة الزئبق والذهب الأبيض، فنصبت عناصر الدرك كمينا محكما للإيقاع بهم وحجز كل المواد التي بحوزتهم.
وعند وصول عناصر الدرك بأحد محطات البنزين عند مدخل الجديدة لاحظ الدركيون سيارة سوداء تحمل ترقيم البيضاء وعلى متنها سائق، التحق به شخصان وتوجهوا عبر الطريق الرابطة بين “مصور راسو” وأزمور، إذ توقفت السيارة وترجل منها المشتبه فيهم الثلاثة والتقوا بشخص رابع كان بانتظارهم بالمكان، وتمت محاصرة الجميع، إذ تبين أن السائق يحمل قطعة معدنية بيضاء اللون بعدما حاول التملص منها برميها، في حين كان شريكه يحمل لفافة.
وارتبك الجميع وأصبح كل واحد منهم يبرر سبب وجوده بالمكان، موجهين التهم لبعضهم البعض أمام استفسارات شفوية لعناصر الدرك وطبيعة الأشياء التي ضبطت بحوزتهم، إذ اعترفوا أن المحجوز يعود لشخص آخر يوجد بمكان غير بعيد عنهم ويمتطي سيارة نوع “مرسيديس” زرقاء اللون، حيث التحقت به دورية للدرك وتم إيقافه بدوره.
وتعميقا للبحث، توصلت عناصر الدرك إلى أن أغلب الموقوفين يحترفون عملية الحفر والبحث عن الكنوز، وقاموا بمحاولة النصب على تاجر بالدار البيضاء بأنهم يتوفرون على مادة الزئبق الأحمر التي تستخدم في استخراج الكنوز، بعدما حددوا قيمتها في 500 مليون سنتيم وضربوا معه موعدا لتسلمها قرب أزمور، والتي كان التاجر ينوي بيعها لأحد المواطنين من دول الخليج.
وأحيل المتهمون على قاضي التحقيق بابتدائية الجديدة، إذ بعد التحقيق معهم اعترفوا بأنهم كانوا ساعة توقيفهم في انتظار قدوم التاجر من الدار البيضاء الذي كان يود اقتناء الزئبق الأحمر، حيث أحضروا علبة ملفوفة بقماش تحتوي على الزئبق، وقطعة معدنية، إذ تبين أن الزئبق الذي كان ملفوفا بالقماش من النوع الذي يباع لدى العطار، وليس من النوع الذي يرغب المشتري في اقتنائه.
واعترف المتهمون الأربعة أن قيامهم بهذه العملية كان بغرض تحصيل ربح مادي، إلا أن تدخل رجال الدرك حال دون إتمام العملية بعد ضبطهم متلبسين.