30 سنـة لقاتـل زوجتـه بمنزل أخيها الكائن خلف معمل للحليب بالجديدة “المتهم سرد سيناريو الجريمة أمام المحكمة بالجديدة بدم بارد”
عبدالله غيتومي
طوت غرفة الجنايات الابتدائية بالجديدة أول أمس (الثلاثاء) ملف قضية كان يتابع فيها شخص 67 سنة بتهمة الإجهاز على زوجته قبل سنة بمنزل أخيها الكائن خلف معمل للحليب بالجديدة، وحكمت عليه بالسجن النافذ لمدة ثلاثين سنة مطبقة في حقه الفصلين 292 و293 من القانون الجنائي، بعد أن اقتنعت هيأة الحكم بالمنسوب إليه، خاصة إصراره على تصفية الضحية واتخاذ كافة التدابير التي مكنته من جرمه المشهود .
تقدم الجاني الطاعن في السن إلى قفص الاتهام، وهو موظف متقاعد من المحافظة على الأملاك العقارية بالخميسات شارد الذهن، لأنه لم يكن يعتقد أن تقاعده بدل أن ينعم به بعد سنوات من العمل، سيقضيه خلف أسوار السجن الفلاحي بالعدير .
وببرودة أعصاب أوحت للحاضرين بالجلسة أنه لم يندم أبدا عما اقترفت يداه في حق زوجته 38 سنة المتحدرة من أولاد افرج، والتي سبق له أن تعرف عليها صدفة ليقترن بها في تجربة زواج ثانية لم يكتب لها أن تعمر أكثر من سنتين، أجاب عن أسئلة الهيأة وبتلقائية قال إنه تقاعد من المحافظة العقارية، وإن توفره على قسط من المال شجعه على التعدد، وإن حياته مع زوجته الثانية كانت “سمنا على عسل”، قبل أن تنقلب إلى خصام مستمر بسبب إقناعها له بإقراض أخوين لها مبلغ 11 مليونا ولما رغب في استرداده بدأت عملية التسويف والمماطلة، شعر معها الزوج أن زوجته تناصر أخويها وقرر إثرها الزوج مغادرة منزل الأصهار بأولاد أفرح، فيما انتقلت الزوجة إلى منزل أخيها.
وقال الجاني إنه في يوم الجريمة اتصل بالضحية وخطط لزيارتها بمنزل أخيها، سيما أنها تكون وحيدة لسفر أخيها خارج الجديدة واشتغال زوجته بالعونات .
حل في الوقت المتفق عليه، إلى المنزل وفاتحها في موضوع إنهاء الخصام وعاشرها بعد ذلك، قبل أن يستغل عودتها من دورة المياه، ليسدد لها طعنتين بواسطة مقص في عنقها وبطنها، ولما سقطت على الأرض أقفل باب المنزل وانصرف إلى الخميسات .
لفظت الضحية أنفاسها الأخيرة وسط بركة دماء، ولما عادت زوجة أخيها من العمل بالعونات على الساعة 7 مساء، وبمجرد أن فتحت الباب أطلقت صرخة قوية كانت كافية ليتحلق حولها سكان العمارة، الذين ربطوا الاتصال بأمن المدينة .
وحل فريق من الشرطة العلمية، الذي تولى رفع بصمات وأدلة جنائية، جعلت مسار البحث يتجه صوب الزوج الذي حامت حوله شبهات كثيرة، أكدها أصهاره الذين حضروا إلى مسرح الجريمة بمجرد علمهم بوقوعها .
تشكل فريق من الشرطة القضائية واقتفى أثر الزوج إلى الخميسات، فلم يجدوه واستجمعوا معطيات حوله، ثم قفلوا راجعين إلى مكان يتردد عليه بالبيضاء فلم يعثروا عليه، واستمرت رحلاتهم بين الجديدة والخميسات والبيضاء أكثر من 6 أشهر دون جدوى، قبل أن يسقط الزوج القاتل صدفة في أيدي أمن جامع الفنا بمراكش، عندما تم تنقيطه على الناظم الآلي، ليتبين أنه مبحوث عنه من قبل أمن الجديدة في جريمة قتل، وبوشرت إثرها مسطرة تسليمه إلى الشرطة القضائية بالجديدة، التي اعترف لها تلقائيا بجميع مراحل تنفيذ جريمته .