اخبار محلية

الجديدة .. التصـدي للـذبيـحـة السـريـة “إحداث مجزرة عصرية بسيدي إسماعيل كلفت 13 مليارا”

أحمد ذو الرشاد

على بعد حوالي عشرة كيلومترات من مركز سيدي إسماعيل (45 كيلومترا شرق الجديدة)، أحدثت مجزرة عصرية بمواصفات علمية، تستجيب لتوجيهات مخطط المغرب الأخضر، الرامية إلى تثمين وتطوير قطاع اللحوم الحمراء.

وجاء إحداث هذه الوحدة الصناعية، لتقنين عملية الذبح وتقديم اللحوم المذبوحة بطريقة علمية تحترم المعايير الدولية، التي ترتكز على النظافة والسلامة الصحية، خدمة وضمانا لأمن وسلامة المستهلك.

وقال عبد الفتاح عمار، صاحب المجزرة، «قمنا بإنشاء هذه المجزرة لقناعتنا بضرورة الانخراط في برنامج تأهيل قطاع اللحوم، والابتعاد عن الطرق التقليدية، التي لم تعد مجدية، سيما أن جل المجازر الموجودة بإقليم الجديدة، تفتقد للبنية التحتية الصالحة وتحتاج إلى إعادة تأهيل علمي».

وأضاف المصدر ذاته حسب يومية “الصباح”، أنه من دواعي إحداث هذا المشروع، الاستجابة لتوجيهات وتعليمات صاحب الجلالة، الرامية إلى الاستثمار في العالم القروي، والعمل على توفير فرص للشغل للحد من آفة الهجرة القروية.

وأوضح أن الاستثمار في محيط زاوية سيدي إسماعيل، أعطى إضافة نوعية للمنطقة، إذ ارتفع سعر الأرض ودفع العديد من المستثمرين إلى فتح باب الحوار مع المسؤولين الجماعيين لولوج عالم الاستثمار بها.

وصرح منير مزيلي، رئيس المصلحة البيطرية الإقليمية بالجديدة، أن المجزرة ذاتها، معتمدة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وأن الذبائح تخضع لمراقبة صارمة، إذ يتم حجز البهائم المشكوك في سلامتها، بوضعها في قاعة الحجز للاحتفاظ بها من أجل إخبار أصحابها، قبل إتلافها عبر الحرق والطمر.

وأضاف أنه حتى أحشاء الذبائح، مثل الكبد والقلب والرئتين، يتم التعامل معها بالصرامة ذاتها، حفاظا وحماية لصحة وسلامة المستهلك، مؤكدا أن كل العمليات يتم توثيقها والاحتفاظ بها.

ورافق الشروع في عملية الذبح بهذه المجزرة لغط كبير، سيما بعدما دخل عامل إقليم الجديدة على الخط، وعقد عدة اجتماعات مع أمناء الجزارين بالأسواق الأسبوعية بمنطقة دكالة، وحثهم على ذبح بهائمهم بالمجزرة الجديدة، التي تستجيب لشروط النظافة وتضمن الجودة المطلوبة.

ووعد صاحب المشروع بتقديم تسهيلات للمهنيين الراغبين في التعامل مع المجزرة، بالاقتصار على الرسم الجزافي، الذي كانوا يقدمونه للمجازر القروية، مع وضع وسائل نقل بهائمهم رهن إشارتهم، وتجهيز الذبائح بتقطيعها بطريقة عصرية باستعمال أدوات معقمة عوض العبث بها بواسطة سكاكين ومديات مشكوك في نظافتها.

وتم إحداث المجزرة العصرية على مساحة ستة هكتارات في ملتقى طرقي مهم قريب من الطريق السيار الرابط بين البيضاء وآسفي من جهة، والطريق الوطنية رقم واحد الرابطة بين الجديدة وأكادير ومراكش من جهة ثانية.

ووصلت كلفة المشروع إلى 13 مليارا، وإحداث 80 منصب شغل قار، فيما فتح 1500 منصب شغل بطريقة غير مباشرة. وتصل طاقته الاستيعابية إلى ما بين 20 و30 رأسا من الأبقار في الساعة وما بين 75 و150 رأس غنم في الساعة. ويمكن توسيع المجزرة مستقبلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك.

وعرف المشروع حركية كبرى في محيط سيدي إسماعيل، ودفع العديد من المهنيين من خارج الإقليم، خاصة المتعاقدين مع مؤسسات الدولة، منها السجون والمعاهد والمدارس والداخليات، إلى التعبير عن استعدادهم للتعامل مع المجزرة العصرية، التي توفر منتوجا ذا جودة عالية.

وأكد صاحب المشروع، أنه تعاقد مع أسواق ممتازة ومطاعم متخصصة وفنادق، لتزويدها باحتياجاتها من اللحوم، المسوقة بطرق جديدة، تحترم معايير وتوجيهات المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وأضاف أن مستثمرا أستراليا حل بإدارة المشروع وفتح معه باب النقاش حول إمكانية تصدير اللحوم.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن المجزرة مفتوحة أمام العموم والخواص، إذ بإمكانهم اقتناء ما هم في حاجة إليه، بداية من كيلوغرام واحد إلى «سقيطة» كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي