سياسة وقانون

حركية بالقطب الجنحي بالجديدة.. النيابة العامة دخلت في حرب شرسة على سماسرة أساؤوا للقضاء

إنجاز: أحمد سكاب

أضحت محكمة القطب الجنحي بالجديدة تضاهي محكمة الاستئناف من حيث عدد القضايا المطروحة والتي تعرض على جلسات بالغرفة الجنحية التلبسية، طيلة أربعة أيام، والتي يترأسها كل من القاضي حسن أبلول خلال جلسات الاثنين والأربعاء، والقاضي جلال دويبي يومي الثلاثاء والخميس، إضافة إلى قضايا العقار التي تستند رئاسة هيأتها إلى القاضي أحمد عبيد، وكذا جلسات حوادث السير التي يترأسها القاضي محمد لكراوي.

يعرف كل يوم اثنين، حركة غير عادية بجنبات محكمة القطب الجنحي بابتدائية الجديدة، والتي تتزامن مع مواعد الجلسات الجنحية التلبسية والعادية وكذا المدنية، إضافة إلى تقديم الموقوفين أمام وكيل الملك، بعد قضائهم لفترة الحراسة النظرية، أو المقدمين في حالة سراح، بحضور عائلات المعتقلين، أغلب أفرادها من النساء والفتيات وكذا بعض الفضوليين الذين يجلسون أمام باب المحكمة وكذا المقاهي المجاورة.

جلسات الجنحي العادي

عرفت القاعة رقم 1 بابتدائية الجديدة الاثنين الماضي، والتي تنطلق جلساتها بداية من الساعة التاسعة صباحا، وتتميز بحضور عدد هائل من المحامين بهيأة الجديدة، وكذا نظرائهم من خارج الهيأة، عرض ملفات متعلقة بالجنح العادية والمتابع فيها المتهمون في حالة سراح، أغلبها متعلق بالضرب والجرح، إضافة إلى متابعات أصدرت فيها النيابة العامة الإحالة في حالة سراح للمتهمين. وتميزت الجلسة بتأجيل أغلب الملفات المعروضة إما بداعي إعداد الدفاع، أو استدعاء المصرحين أو الضحايا، أو عدم توصل المتهمين لحضور الجلسات.

الجنحي التلبسي

خلال اليوم نفسه وفي حدود الساعة الثانية عشرة ونصف، افتتحت قاعة الجلسات بالهيأة التي يترأسها القاضي حسن أبلول الذي شغل في وقت سابق منصب قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، والذي عين رئيس هيأة بالغرفة الجنحية التلبسية. استهلت الجلسة بتقديم الملفات غير الجاهزة ومناقشة القضايا المعروضة والمتابع فيها متهمون في حالة اعتقال، إضافة إلى ملفات فورية تم تأجيل أغلبها لعدم جاهزيتها، إما بسبب إعداد الدفاع أو لعدم التوصل.

نواب وكيل الملك

تبقى مؤسسة النيابة العامة بابتدائية الجديدة القلب النابض لهذه المؤسسة القضائية، على اعتبار أنها تمثل المجتمع والدفاع عن مصالح المواطنين. ومنذ تعيين عبد الرحيم ساوي وكيلا للملك ضخ دماء جديدة بتشاور ومسؤولية مع نائبه الأول هشام دوليم، إضافة إلى باقي النواب والنائبات كل حسب تخصصه وتجربته التي راكمها بالعمل في مؤسسة النيابة العامة بابتدائية الجديدة، وكذا المساطر المعروضة على النيابة العامة والتعامل معها بمسؤولية وحكمة وتبصرة.

أفارقة في قفص الاتهام

تميزت جلسة الغرفة الجنحية التلبسية التي ترأسها الثلاثاء القاضي جلال دويبي بالبت في ملفات شائكة، منها ملف شبكة الكوكايين التي ضبطت مؤخرا بالبئر الجديد، وكذا متابعة أفارقة معتقلين على ذمة قضايا تتعلق بالنصب والاحتيال، منها تفكيك شبكة من قبل الشرطة القضائية بالجديدة يتزعمها مواطن كاميروني وشركائه المغاربة، كانت تقوم بالنصب على الضحايا بمواقع التواصل الاجتماعي، وكذا تزوير بطائق ائتمان.

قضايا رائجة

أضحت ملفات ترويج المخدرات واستهلاكها أكثر الملفات المعروضة والرائجة على الغرفة الجنحية التلبسية طيلة أربعة أيام في الأسبوع، إذ يحال كل يوم متهمان على الأقل بجنحة ترويج المخدرات واستهلاكها، إضافة إلى ملفات إهمال الاسرة وإصدار شيكات بدون مؤونة.
وتبقى هذه المتابعات من بين الملفات التي تؤثث الغرفة الجنحية التلبسية وتابع وكيل الملك المتهمين فيها في حالة اعتقال، رغم سياسة ترشيد الاعتقال الاحتياطي التي نهجتها رئاسة النيابة العامة أخيرا، إذ عاينت “الصباح” أن وكيل الملك بابتدائية الجديدة وفي إطار ترشيد الاعتقال الاحتياطي متابعة متهمين في جنح الخيانة الزوجية وكذا التحريض على الفساد في حالة سراح، من أجل الحد من الاكتظاظ.

نادي القضاة والودادية الحسنية

تعرف محكمة القطب الجنحي بابتدائية الجديدة حركية ودينامية جديدة برئاسة رئيس المحكمة الأستاذ عبد الرزاق محسن، التي عرفت تعيين قضاة ينتمون لنادي القضاة بالمغرب، إضافة إلى مسؤولين قضائيين منتمين إلى الودادية الحسنية للقضاة. وتم انتخب محسن الرئيس الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالدائرة الاستئنافية بالجديدة بحضور مكثف لجميع قضاة الدائرة القضائية بمحكمة الاستئناف بالجديدة، وكذا قضاة المحكمة الابتدائية ومراكز القضاة المقيمين بكل من أزمور وأولاد افرج والزمامرة، إضافة إلى قضاة المحكمة الابتدائية بسيدي بنور.

أجانب بالمحكمة

لا تخلو جلسات القطب الجنحي التلبسي بابتدائية الجديدة من الاثنين إلى الخميس من حضور مواطنين وأوربيين وعرب وكذا أفارقة من دول جنوب الصحراء متابعين في حالة سراح، على خلفية الإقامة غير الشرعية وعدم تجديدهم للوثائق، بعد انقضاء أجلها والمحددة في ثلاثة أشهر، إذ يحالون على النيابة العامة من قبل المصالح الأمنية في حالة سراح، وبعد استنطاقهم من قبل النيابة العامة يحالون على الغرفة الجنحية التلبسية، وغالبا ما تستعين المحكمة بمترجمين لتسهيل مأمورية رئيس الهيأة في التواصل مع المتهمين الأجانب الذين يقطن أغلبهم بالجديدة، ومنهم متزوجون بمغربيات، وغالبا ما تكون الأحكام الصادرة في حقهم بالغرامة المالية، إضافة إلى غرامات مالية موقوفة التنفيذ، في حق الطلبة الأفارقة، الذين يتابعون دراستهم بالجديدة، ولم يعملوا على تجديد وثائق الإقامة.

محاربة السماسرة

منذ تعيين عبد الرحيم ساوي وكيلا للملك بابتدائية الجديدة في منصبه الجديد خلال ماي من السنة الماضية، بعد أن راكم تجربة مهمة في النيابة العامة،  وفي الحقل القضائي، كان آخر أطوارها ببن احمد، حيث ترك صدى طيبا لدى الجميع، مسؤولين ومواطنين، لحسن تدبيره وتدبره للملفات القضائية التي عرضت على أنظاره، ولتقيده بشروط المحاكمة العادلة، عمل بتنسيق مع الوكيل العام باستئنافية الجديدة، سعيد الزيوتي على محاربة ظاهرة سماسرة المحاكم الذين كانوا يؤثثون فضاءات قصر العدالة في وقت سابق، وتمكنا من الحد منها بالزج بالعديد من السماسرة الذي كانوا يمتهنون النصب في حق المتقاضين بابتدائية الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي