سياسة وقانون

قاضي التحقيق يفرج عن قاتل زوجته وهذه هي تفاصيل القضية

الجديدة اكسبريس

افرج قاضي التحقيق لدى محكمة اﻹستئناف بالجديدة عن المتهم بالقتل العمد مع التمثيل بالجثة في حق زوجته بعد استناده لتقرير المختبر الوطني للأبحاث الجنائية الذي اكد ان الجريمة وقعت قبل 23 سنة وطبق القاضي مقتضيات التقادم الجنائي.

وفي تفاصيل هذه الجريمة متى وكيف تم اكتشافها و كيف قتل العياشي زوجته ومن بلغ عنه ؟
حسب محضر الدرك الملكي لمركز أزمور فقد تقدم يوم 02 أبريل 2016 على الساعة الخامسة مساء المسمى عبد الله .ج الذي يسكن بمدينة الدار البيضاء إلى مركز درك أزمور ليبلغ عن جريمة قتل مؤكدا أنه قدم إلى منزل والديه بدوار الغزاونة بتراب جماعة وقيادة أولاد رحمون بإقليم الجديدة لزيارة والدته التي تعيش مع أخويه المصطفى و العياشي حيث نشب نزاع بين هذين الأخوين الأخيرين تقدم بموجبه المصطفى يشتكي لعبد الله من تصرفات العياشي مؤكدا أنه إن لم يبتعد عنه فسيقوم بفضحه والزج به في السجن كون زوجته الأولى خديجة من مواليد 1968 سقطت في البئر وليست بالمختفية حسب إفادات العائلة .هذه التصريحات جعلت المحققين من المركز المذكور ينتقلون إلى دوار الغزاونة حيث قاموا باقتياد الأخوين المصطفى والعياشي إلى مركز درك أزمور للبحث معهما .
كيف جائت إعترافات العياشي بقتله زوجته ؟ و كيف أقدم على ارتكاب الجريمة ؟
بعد مواجهة العياشي بالمنسوب إليه أكد هذا الأخير بأن زوجته ميتة وليست مختفية حيث جاء في تصريحه أن زواجه من الهالكة كان بضغط من والديه وضدا عن رغبته ما جعله في خصام دائم معها لدرجة أنه كان يطردها من بيت الزوجية الذي هو نفسه بيت العائلة لكنها كانت كل مرة تعود إليه رغم تهديداته لها بتصفيتها جسديا وفي آخر مرة كان قد طردها من المنزل و هددها بقتلها إن عاد ووجدها لم تغادر ، لم تأخد الزوجة كلام العياشي محمل الجد واعتبرت الأمر مجرد كلام في الهواء كما جرت العادة لكن وبمجرد ما عاد الزوج العياشي ولمحها حتى وجه إليها ضربة على مستوى رأسها بواسطة إبريق شاء لتغادر حسب تصريحه الأولي بأنها غادرت المنزل قبل أن يلاحظ انبعاث رائحة كريهة من البئر ليقوم باستعمال مرآة عاكسة للضوء لإنارة البئر فإذا بجثة الزوجة تطفو على سطح الماء  في البداية أخبر والده بالأمر قبل أن ينتقل هذا الأخير إلى مدينة الدار البيضاء لإحضار إبنيه محمد وبوشعيب اللذان ساعدا العياشي والمصطفى في انتشال الجثة بعدما تم إنزال هذا الأخير بواسطة حبل متين ووضع الجثة في كيس بلاستيكي وتم بعدها إخراجها من البئر ليتم دفنها داخل حفرة متواجدة بالمنزل وتم الاتفاق بين الجميع على كتمان السر بطلب من الوالد الذي وافته المنية بعد ذلك . لكن تصريحات المصطفى أكدت أنه تلقى خبر عثور العياشي على نعل زوجته الهالكة قرب البئر و أنه قام بانتشال الجثة كما جاء في تصريح العياشي نافيا أن يكون شارك في عملية الدفن كونه صعد متعبا ودخل غرفته ليستريح …
كيف تم استخراج الجثة ؟ و ماذا عن وجودها بدون جمجمة ؟
بعد هذه التصريحات وربط الاتصال مع النيابة العامة انتقل المحققون إلى مسرح الجريمة للتأكد من مكان دفن جثة الهالكة ليجدوا حفرة مسقفة بالحجارة بطازوطة أرشدهم الفاعل الرئيسي على مكانها عمقها خمسة أمتار تقريبا بها مجموعة من الأكياس الفارغة وقماش أبيض عبارة عن لباس حريمي وكذا حزام حريمي ثم رفات الضحية عبارة عن مجموعة من العظام دون أن يتم العثور على الجمجمة ليتم تعميق البحث مع الجاني الذي صرح بأنه وبعد نزاعه مع الهالكة وضربها بواسطة الإبريق سقطت مغمى عليها ما جعله ينقلها إلى غرفته وينتظر إلى أن أرخى الليل سدوله فقام بجرها قرب البئر وعمد على فصل رأسها عن الجسد ورمى الكل بقعر البئر ما يعني بأن الجمجمة حتما توجد بالقعر .هنا قام المحققون باستدعاء عناصر فرقة الغطس التابعة للوقاية المدنية بأزمور والمجهزين بقارورات الأكسجين لينزل الغطاسون إلى قعر البئر الذي يبلغ عمقه حوالي 80 مترا منها 20 مترا ماء وباشروا بحثهم عن الجمجمة دون الوصول إلى أية نتيجة ليتم ربط الإتصال بالنيابة العامة التي أعطت أوامرها بتعميق البحث للوصول إلى الحقيقة ليتم على إثر ذلك اقتياد والدة الجاني البالغة من العمر زهاء 86 سنة للإستماع إليها خاصة و أن إبنها صرح بأنها كانت على علم بأحداث الجريمة.
ماذا قالت الأم للمحققين حول النازلة ؟
أكدت الأم بأن ابنها العياشي كان على خلاف دائم مع زوجته وكانت تغادر بيت الزوجية وتتوجه نحو بيت والديها وفي آخر مرة علمت أنها غادرت صوب مدينة أكادير دون أن تكون على علم بما وقع بل تفاجأت عن إتهامها من قبل ابنيها بأنها كانت على علم بوقوع الجريمة.
تصريحات الأ بوشعيب حول ما إذا كان شارك والده و أخوته في عملية انتشال الجثة من البئر.
أنكر بوشعيب أن يكون على علم بالنازلة و أن تصريحات أخويه بكونه شارك في عملية انتشال الجثة مجرد ادعاء وبهتان
تصريحات جديدة للعياشي حول الجمجمة :
أكد العياشي أن التصريحات الأولية لم تكن كلها الحقيقة وخاصة فيما يتعلق بالرأس خاصة بعد عدم العثور على الجمجمة حيث أضاف على ما صرح به في البداية أنه وبعد ضربها بالإبريق على مستوى الرأس أغمي عليها وانقطع تنفسها أدخلها لغرفته وفي الليل أخرجها وفصل الرأس عن الجثة بواسطة ” عتلة” ورمى الكل بقعر البئر وهو ما أكده الأخ المصطفى بعدما صرح للمحققين خلال الإستماع إليه للمرة الثانية بأنه تم انتشال الجثة بدون رأس …
تقديم المعنيين بالأمر أمام النيابة العامة بعد تمديد الحراسة النظرية :
بعد تقديم المتهمين أمام النيابة العامة وقرار عرضهم على قاضي التحقيق بالغرفة الثانية تمت متابعة العياشي بتهمة القتل العمد مع الإحتفاظ به رهن الإعتقال الإحتياطي فيما تمت متابعة الباقي في حالة سراح …
ما حكم القانون في هذه الحالة ؟ هل هناك تقادم أم لا ولماذا لم تتم متابعة باقي المتهمين في حالة سراح ؟
حسب أحد المستشارين القانونيين فالجريمة دخلت في التقادم كما ينص على ذلك الفصل الخامس من القانون الجنائي الذي وحسب فلسفة العقاب فالعقوبة تكون للتهذيب والإصلاح وهذا لن يجدي نفعا بعد مرور مدة تفوق 15 سنة وهو ما ينطبق على هذه الحالة وهذا نص الفصل الخامس :
الفصل 5
لا يسوغ مؤاخذة أحد على فعل لم يعد يعتبر جريمة بمقتضى قانون صدر بعد ارتكابه. فإن كان قد صدر حكم بالإدانة، فإن العقوبات المحكوم بها، أصلية كانت أو إضافية، يجعل حد لتنفيذها.
لكن بعض رجال القانون اعتبروا اجتهادا قانونيا منهم أن التقادم يبدأ منذ اكتشاف الجريمة لكن هذا الاجتهاد قد يتنافى والفصل الخامس من القانون الجنائي بل يمكن اعتبار متابعة باقي المتهمين في حالة سراح دليلا على التقادم حيث هم متابعون بجنحة تقادمت بعد مرور أربعة سنوات من تاريخ ارتكابها بينما من المحتمل وتطبيقا للقانون أن يتم الإفراج عن المتهم الرئيسي فور انتهاء قاضي التحقيق من الإستماع إليه و كذا التأكد من ارتكاب الجريمة قبل 23 سنة ( أي أزيد من 15 سنة أمد التقادم بالنسبة للجناية ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: !! المحتوى محمي